الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

..........
سعاد شهيد
...........


وطني
عندما تهجرنا الأوطان
نبقى حبيسي الجدران
اختناق ودخان
فراغ يتجول في المكان
حداد يملأ الوجدان
سواد ليل زاحف على الكيان
كأس أوجاع كلما شربت منه فاض كالخسران
مرارة اتجرعها كلما فكرت في النسيان
نفيتُ روحي جعلت منها أسيرة بلا قضبان
علني أستطيع...
ليتني لم أحاول النكران
لنبضات اختارت العصيان
لأوامر عقلي أصمت الآذان
حتى أنفاسي أصبحت تؤلمني
في كل شهقة نار و ألم و أنين
صمت و حنين
أنا الآن ظل إنسان
يجر خيباته والمحن
غريبة عن ديار كانت مسكنا لعطر الريحان
شريدة هجرها الوطن
بدون هوية ولا عنوان
فلا تتعجب إن فات الأوان
رجعت سيدي لتجدني مجرد خبر كان
على ملامحي نسجت عنكبوت خيوط الإهمال والنسيان
أسألك كيف هان؟!
عليكَ نبضي واستطعت لبس عباءة الهجران
أدرت ظهرك لخفقان يدندن اسمك بكل الألحان
لأحداق عيون أسكنتك الرموش والأجفان
جعلت منك العائلة و الخلان
واختارت لك اسم وطن الأوطان
بدونك سيدي أنا بدون هوية ولا عنوان
نهاري بلا شمس و ليلي بلا قمر في غيابك الكل أعلن العصيان
جسد يبحث عنك عن أوراق تثبت أنه حي في الزمان
فلتعد إلي وطني فقد أحببتك في كل الألوان
أو لتقبرني في رماد أحزاني والأشجان
عد إلي حبيبي
لتنير الشمس الأركان
ليزهر البستان
يذوب الجليد تعانق الأنهار شط الأمان
عد إلي حبيبي لتعود للطير نعمة الطيران
أو لتدفنني في بستانك لأكون شجرة تظلك و بحنان
تخاف عليك من حر الفصول وبرد الأزمان
و أكتب على أوراقي هنا ترقد مجنونة حد الإدمان
عاشقة بلا وطن ولا عنوان
سعاد شهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق