الاثنين، 26 أغسطس 2019

............




...........

جمعه عبد المنعم يونس
.............


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏نص‏‏‏





فاعل خير
قصة قصير .....نشرت فى كتاب مشترك ضمن سلسة ابداعات الادبية..العدد الاول ديسمبر 2017
الى صديقى الجميل ( أ . ف ) الذى أحبه ..وأعرف ايضاَ انه يحبنى كثيراَ
انه من اوحى الى بهذه القصة
جمعه يونس
مصر العربية .
كم هى قاسية تلك العواصم الكبيرة ..فوق رصيف الحياة أخطو أتلفت حولى فى هذه المدينة الكبيرة الصاخبة ..لا يعرفنى أحدا ً ولا أعرف أحداَ فيها..أخطو كتائه وسط أمواج من البشر ..الجميع يتسابق هنا من أجل أن يصل ...أمضى مسرعا ً كأنى لص خائف أو كأنى أتلقى الصفعات من خلفى ..وسؤال يحيرنى ..لماذا جئت الى هنا ..؟ ...لم يعلمونى هؤلاء العباقرة اللذين قرأت لهم الحيطة والحذر ..كل ما تعلمته منهم الحب والعطاء الانسانى والمثالية المفرطة ..
أصطادتنى بغي فى مكان هادىء ..كأنها عرفت بخبرتها أنني غريب تائه
أغرتني كثيرَ كأنها عرفت أننى جائع بلا ماوى
فذهبت معها ..!!
صعدنا سلماَ وفتحت الباب ..
شقة هادئة منظمة أضوائها خافتة ...
أدخلتني الى حجرة الصالون ..
أحضرت لى عصيراَ ..وقالت دقائق وأكون جاهزة
أخذت رفشة من العصيرة وأنا فى حيرة من أمرى
خائف أن يكون هناك فخاَ نصب لطائر غريب ..
بدأ على الارتباك الشديد ..
أنتبهت من شرودى على صوت شاب
أزيك ياعمو ..!!
قمت صافحته بحرارة كأنى وجدت أنيسا لى
قال بصوت رقيق ..
أمى فى انتظارك
نعم..!!
أمى فى أنتظارك ياعمو
صعقت كأن الارض تدور بى
عمو ..ماذا بك يا عمو ..؟
أخرجت حافطتى من جيب سترتى بصعوبة ....وأخرجت نصف ما فيها ...وضعته على الطاولة
وأنا أفر من أمامه هبط درجات السلالم وأنا أستند الى الحائط كأنى أغوص فى بئر سحيق لا قرار له ..
على الرصيف تنفست الصعداء
أخطو
أخاطب الحياة وأسألها
ماذا فعلت لك ..؟
لماذا تصفعيننى هكذا ؟
على محطة الاتوبيس سألت رجلا عجوزاَ
كيف أصل الى محطة رمسيس ؟
قال أركب أتوبيس رقم ( ... )
فى الاتوبيس ..صاح الكومسرى ..حافظة من هذه ..!!
ألتفت اليه .. كما فعل كل الركاب ..كانت حافظتى.. نسيت ووضعتها فى جيب المعطف ..فسرقنى اللص
أعطاها لى فوجدت باقى ما أملك قد سرق ..
لم يسألنى الكومسرى عن ثمن التذكرة ..
فى القطار المتجة الى مسقط رأسى ..أخطو حزينا مرهقا ..يكاد أن يغمى علىء من شدة الجوع
وجدت مكاناَ فارغاَ فجلست به ..
بعد قليل جاء رجلاَ متأنقا يحمل بيده حقيبته جلس بجوارى أخرج جريدته وأخذ يتصفح فيها .وأنا من شدة الاعياء
شعرت بالبرودة تسرى فى جسدى ..أغلقت المعطف بعد قليل غفوت
صحوت على جلبة ..
ربما مر قطار أو حدثت مشادة ..
لا أعلم أين وصل القطار
الكومسرى أمامى الان...
همست باذن الرجل المتانق لا يوجد معى اى اموال ..سرقنى لص ..ادفع لى ثمن التذكرة ارجوك!!
فهب من مكانه واقفا ورجع الى الخلف بعيداَ عنى ..
لا حظ الكومسرى همسى الى جارى ..كانه سمعنى .وكذلك أرتباكى حينما سالنى ..
أين تذهب .؟
تلعثمت قليلا وأنا كأنى غريق أخرجوه من الماء ..
أين تريد أن تذهب .
.سيدى ليس لدى أموال لقد سرقت
قلت ( .......)
فأعطانى التذكرة وقبل أن يمضى
صاح على أحد الباعة فى آخر العربة ..هات فطيرة وبيضتان وكوب شاى هنا على حسابى ..
لم أرد من شدة الخجل ..
جاء البائع أعطانى ما أمره به الكومسرى وذهب ..
أتناول طعامى الاول فى هذا اليوم بنهم بالغ وخجل كبير
شربت الشاى أحسست بالدفء يسرى فى أوصالى
أنا فى نصف المسافة الان ...
قليلا وجاء رجلا وقوراَ جلس بجانبى ...أخرج مبلغا كبيراَ من جيبه
وأنا أنظر اليه فى ريبة
قال
خذ هذا المبلغ ..ومضى
بتردد أخذته
ياالله .......أنه نفس المبلغ الذى كان فى حافظتى قبل أن تصطادنى البغى ..!!
لمحت الرجل الوقور فى نهاية العربة
صحت سيدى ..ياسيدى ..أعطنى أسمك وعنوانك كى أرد لك جميل كرمك
فأبتسم ضاحكا وقال
فاعل خير
.......................
بقلم //جمعه عبد المنعم يونس //
مصر العربية
31 يناير 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق