الأربعاء، 4 أبريل 2018

شعر: محمد علي الهاني- تونس

الهَزِيعُ الأخيرُ ِمن الجمْرِ - 
أَثْخَنَتْنِي الجراح وسال دمِي في خريفِ البيادِرِ…
لمْ أنسحبْ …
كُنْتُ أغزِلُ نجْمَ الأغانِي على ضفَّةِ الموتِ فوقَ فمِي،
والشَّظَايَا تُحاصِرُنِي، وتُطاردني …
آهِ، يا شفتي القاتِلهْ !
***
كفَّنَتْنِي المواويلُ ،
وانْتَصَبَتْ باسِقاتُ النَّخيلِ تُظلِّلُ قبري...
وهاجرتِ السَّوسناتُ خمائِلَها
لِتُمارِسَ كُلَّ طُقُوسِ التَّوَحُّدِ في جُثَّتِي الصاهلهْ
***
قُمْ بِنَا أيُّها العاشِقُ المُنْتَمِي لِلَّظَى
قدْ تكلّمَ في المهْدِ عيسى …
عَلاَمَ تُدَارِي هواكَ
وليْلُ الكوابِيسِ لا ينتهي بالمنى الخامله ؟
***
قُمْ بِنَا، انْتَفَضَتْ جُثَّتِي في الخرابِ
وهزّتْ إليْها بِجِذْعِ المرارةِ في اللّيلِ كَفُّ السَّنى الباسِلهْ
قُمْ بِنَا... هذهِ آخِرُ الحَشْرَجَاتِ بدرْبِ المُنَى..
إنْ أَمُتْ في الهَزِيعِ الأخير ِمن الجمْرِ
دَعْ جسدي - يا رفِيقُ - بِلاَ كَفَنٍ ،
إِنَّ جسمي المُدّجَّجَ بالسَّوسناتِ مُشَاعٌ لِطيْرِ الفضاءِ وللسَّابِلَهْ
***
قُمْ بِنَا لِنَمُوتَ معًا أوْ لِنحيا مَعًا ...
باسِقاتُ النَّخيلِ تُظلِّلُ قبري،
وكُلُّ الفراديسِ في جُثَّتِي اخْتَبَأَتْ...
والمسافةُ بيني وبين المواوِيلِ حُلْمٌ :
لماذا يمُوتُ العبيرُ
وتبْقَى مع الشَّوكِ - في روْضتِي- زهرةٌ ذابِلَهْ ؟!
لا يتوفر نص بديل تلقائي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق