.....................
مرشدة جاويش
.........................
في الحدسية الذهنية بتوظيف بوابات الفكر في صوت الصرخة لدى المبدع الناقد د.باسم عبدالكريم العراقي في نصه السردي ..
{ هذرمةٌ في ظلمات الأعماق}
..........
النص:
"هذرمة في ظلمات الأعماق"
المنعطفُ يُفضي الى...فراغٍ ضبابيّ وبستانِ أغنياتٍ سمراءَ منقوشةٍ على إهابِ مدرستي الغافيةِ على خدِّ حَرفيَ الاول ...
ليس لي أن أنظرَ أبعدَ من أنفي.... فمفارزُ الرجالِ العقاربِ تعجمُ الطُّرقاتِ وتراكمُ همهماتِها الحَبِّ شمسيَّةِ في بؤرةِ انزوائي...
لن ابارحَ جادةَ الشَّواءِ القُربانيِّ الموائد... ابداً ..ابدا..،فقد لا أحصلُ على فُتاتِ نشيدِ الشَّبَعِ المقدس، المسالةُ الكبرى لم تُطرحْ للمناقشةِ بعدُ...؛ الدجاجةُ التي تبيضُ وطناً ، فالحضورُ لمّا يَكتملْ..،سأدُسُّ منخري هذه المرةَ في جلستِهِمُ الطارئة..فَلِي دُلْوٌ أبيضُ القلب..مُترَعٌ بحراشفِ أفكاري البِكر...، ربما تتصدَّرُ جدولَ أعمالِهم في ليلتِهِم الحمراءِ المُقرَّرَة... في آخرِ فتوىً لمِجدارِ الحقولِ العَصماء..... ويتبقى...... توقيعُ نادلِ المَغارةِ السِّمْسِّمِيَّة ..فهو يعاند... ويتملصُ من الموافقةِ على طلبي ...سـ.. أرشوه بآخرِ ما ادَّخرتُهُ من أحلامي.. فهي عذراءُ لم يواقعْها كاهنُ الإنتظارِ الأمرد..و..ماذا إن أحجم؟؟؟ ..سأهبُهُ نفسي وأطمرُ جُبَّ التمنيات.. لاغيرَ هذا.. لن يرفضَ..فأنا مازلتُ غيرَ مهتوكِ البَكارة..ولم أتجاوزْ حدودي المتنازعَ عليها بين خمبابا الأبيضِ وخمبابا الأسود....
...لكنَّهم صادروا المنعطف.....!! قالوا أنَّ اوراقَهُ الثبوتيةَ لاتحملُ بصمتَهَم ..
وخَتمُها الاسطواني لم يحصلْ على موافقةِ ألـ...U.N.على طلبِ إقامتِه......سأكونُ منعطفَ نفسي.. فبصماتُهم توشِّمُ كلَّ خليةٍ حيَّةٍ فيَّ... وجدتُها... وجدتُها..... وجدتـ.... ولكنْ.... أين أنا..؟؟؟
...لقد تركتُني عندَهم ولم يعيدوني إليَّ حتى اليوم.. فكيف سأحصلُ عليَّ...!!؟ ثم إنّني بلا...إقامةٍ أنا أيضاً ..سأستفتي أوّلَ من يُخرجُني من جلدي لعله يُهديني إلي..أو اهلك دوني..... غابُ الأصيل.. تراودني عن نفسي... ومامِن عاصم...سوى... تلك الواحةِ العجوزِ المتدثِّرةِ بأوهام قِرانِها بغرابِ هياكلِ اسلافي..،لا أدري ما أحبَّتْ به... ،لكنَّها وفيةٌ عنيدةُ التَّشبُّثِ بذكرياتِ هيامِها به... أيمكنُ أن تكونَ ...نبوءةَ خلودي في مَهمهةِ غُربتي...!!؟ ليكنْ ما يكون ..عليَّ الهجرةُ إليها........ فلا املَ ..لا املَ لي غيرُها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الدراسة "
1_ تمهيد :
حين يترجم المبدع المسكوت عنه فهي اشارات مسكوبة من الوظيفية العقلية لتوصيل مايراه بمراياه إلى حقائق في فوضى المجرة بحمولات من كونية ذاتية إلى مجهر الحياة
فيكون حينها قد وصل إلى حرب المفاهيم والى الفوضى الكونية
ليجد مخرجاً لهذا الوجع وتلك العبثية في منظومة فكره وأدبه ...
والمبدع الغائي د.باسم تمرد في نصه بحرفية للوصول إلى وسيلة
لإثارة المتلقي في سرديته ممثلاً موقفاً موجهاً بخلق فنية في تدوينه لتحطيم الاغلفة ونثر بذور الوجع العام ...ليتسفز القارئ ويحقنه للتقصي وادراك ماوراء الناص
........
2_"القراءة "
/ هذرمة في ظلمات الأعماق /
استهلال من العنونة النصية نجد مقارعة صوتية
لأذن القراء تستبيح رؤيتها في عمق الأنا الخاصة
في مشهد قاعي بمعدات الغطس في قيعان الذات العميقة بترميز ضمني على الدولة العميقة في انسلال من
خاصية الخاص نحو عمومية العام في جنوح سريع
بسفين النص إلى شطوط من السطور الشائكة
ليتحفز المار وينشط ذهن الساكن مقاعد المطالعة
في نظرة بعيدة إلى منعطف لا يذهب إلا للفراغ
في بنيوية قبض على عنق فرضياتها إنزياح
من توالد الصور في خطوات البداية
/( المنعطف يفضي إلى ... فراغ ضبابي وبستان
اغنيات سمراء منقوشة على إهاب مدرستي
الغافية على خد حرفي الاول )/
المدرسة في عنونتها الرمزية الأولية هي طاقة من النور تنشر الثقافة في ظرفية تفرض إشكالية عكسية والفراغ الضبابي مما يحدث الإنزياح بين ما تمثله / المدرسة / من إشعاع وما يحمله /الضباب/ من ظلمة وتخبط في عمق الذات .
الاسترسال الأولي يحمل نسق وجوده خطوات الحياة الأولية في أزلية التعلم والتوافق مع فروض وطروح هذا المنعطف وليد لحظات التعثر التي أفرغت تلك الحلقات الزمانية ومنحتها صورة غير واضحة تتخبط بها نوازع وأهواء / أغنيات سمراء / في رمز صوتي تم الإسقاط منه على صراع مجتمعي / سمراء / ترك الأثر على جسد الوطن / إهاب مدرستي / ليدخل في النفق المظلم / الغافية / في وصف يعود به لمنعرج البدايات وكأنه لم يحلق للبعيد / خد حرفي الأول / في أقرار غاية في الوضوح على تقوقع وخفوت حد التقزم .
/( ليس لي أن أنظر أبعد من أنفي ... فمفارز الرجال العقارب تعجم الطرقات وتراكم همهماتها الحبٌ شمسية في بؤرة انزوائي )/
وباستحضار أسطورة / الرجال العقارب / حراس بوابة
إله الشمس في جبال ماشو التي تعطي مدخلا لكورنوجي أرض الظلام في رمز ينضوي على إسقاط آخر يتشارك وأسطورة الرجال العقارب وهي رحلة جلجامش للانتقام من إله الظلام في تحليق بعيد للمعنى مع / ليس لي أن أنظر أبعد من أنفي / ليصبح الحرس هنا ممانعة وعائق لكل من يبغي التغيير لهذا الواقع فعدم القدرة على الدخول من بوابة الظلام / مقاومة هذا الواقع المرير / يعني انقطاع بل منع المقاومة لبقاء الوضع كما هو والانزواء التام ..
في دلالية بديعة نحو سفر العهد القديم الخاص بالإنشاد في موازنة تضع الأمر في منعطف يحتوي الشك الديكارتي
/ فقد لا أحصل على فتات نشيد الشبع المقدس / ليتحول لفرضية الممانعة وعدم الحصول على الحق المراد بلوغه من خلال الإسقاط من معتقد خاص بأهل الكتاب ونشيد الإنشاد المقدس الذي يرمي إلى أن الشبع والفرح والارتواء لن يكون
إلا بمحبة الله للبشر .
هنا يضع من ذنوب وخطايا البشر مكان للشك الديكارتي الذي يمنع تلك المحبة بالعقاب .
في منعطف يحمل دعم إسقاطه من تناص المائدة المقدسة
التي جحدها بني إسرائيل في إسقاط ضمني على جحود البشر الذي منع نزول مثل تلك المائدة مرة أخرى ليسقط الأمر كله على واقع الجميع به مدان والضحية الشعوب التي يمثلها هو
/( لي دلو أبيض القلب )/
تكثيف لفكرة النوايا الطيبة في مسيرها مع ذئبية الضمائر الخربة التي تكيل بأكثر من مكيال مع إنزياح قوي اللهجة و
/ مترع بحراشف أفكاري البكر /
/ جدول أعمالهم في ليلتهم الحمراء المقررة /
فهو يضع الكفة في نصابها الصحيح بهذا الإنزياح بين الوضوح والحق في رمز / البكر / والزيف والاحتيال الداعر في رمز
/ ليلة حمراء / بتوضيح للصورة المشهدية العامة للمواقف المعلنة والغير معلنه في حوار الغبن
مع تشبيه بليغ لكل طفيلي من شيوخ الضلال يضع فتوى ضد صالح الشعوب والأوطان بترهيب أو تفزيع بتوصيف عميق به تقريع وتسفيه لمواقفهم .
/( الدجاجة التي تبيض وطنا )/
عودة أخرى إلى الأحاج المأخوذة من تلك المناقشات السفسطائية
/ البيضة أولا أم الدجاجة / مع استقدام هذا الطرح المنعقد على عدم المبارحة /
لن أبارح جادة الشواء القرباني الموائد ../ هذا التلميح على ضياع الأمر في غوغائية الأفكار المطروحة ليتحول الراوية من حضورية بشرية لترميز يعني الوطن ككل
/ حدودي المتنازع عليها / ويأتي تناص جديد أسطوري / خمبابا / حارس غابات الأرز المارد
ليصبح الوضع مع ثنائية الأبيض والأسود وقبلها / توقيع نادل المغارة / إسقاط ضمني على الخير والشر وتابع / نادل / لنادي المصالح الدولي
/( الكيانات صاحبة المصلحة )/
التي تمت الاشارة لها في تواجد أسطورة الرجال العقارب بأرض الظلام ليتحول خمبابا المارد إلى ثنائية ما بين حارس يحاول الحماية المطلقة
/ خمبابا الأبيض /
وآخر يحرس مصالح خارجية / خمبابا الأسود /
لتهتك كل القوانين في المجلس المعني بحفظ الحقوق
( مجلس الأمن ) / القضية الكبرى لم تطرح بعد / أي تقسيم الوطن إلى أوطان / الدجاجة التي تبيض وطنا / في رمز الدجاجة التي تعني الوطن وتقسيم أراضيه الذي رمز له بالبيض في بنيوية رمزية تحمل التناص بعمق نحو المسقط عليه
هو استغراق كلي في منعطف الضياع مع محاولة للبعث يرافقها الوأد مع مصادرة التاريخ والهوية وترميز جديد تناصي / ختمها الاسطواني / المرفوض من / U.N /
لعدم وجود بصمتهم بتأويل من ختم أسطواني محفور على جوانبه علامات وارقام باللغة المسمارية على فقدان الصفة والهوية أمام ما يسمى بالمحاكم الدولية وأروقتها لصالح
فئة على حساب أخرى
نجد في تغيير قد يحول مجرى الأحداث لتتشعب أكثر في مساحات الحضور التأويلي ليتجه ناحية صراع عتيق وتهويد هوية وطن عن طريق مجموعة من الموافقات والتي سبقها الوعد لتسويف القضية الكبرى ثم تقويضها عقب إسقاط ما حولها في غوغائية من الصراعات
نص كما اعتدنا على لغة الدكتور باسم يأخذنا نحو شعاب متعددة الرؤى في تقطيع تفكيكي للأحداث نجد به إشكالية في الفهم ولكنها تخضع للتأويل لنعود أدراجنا مع تأويل آخر عقب الفهم الاخير لـ / القضية الكبرى لم تطرح بعد للمناقشة /
وقبلها / خمبابا الأبيض والأسود /
لنعيد ترتيب الأوراق وصراع على كعكة خاصة ( الوطن ) التي تسقط عليه غابة الأرز في الأسطورة برمزية عميقة
فهو بين سندان ومطرقة كل منهما يأخذ حفنة مع كل طرقة تتفتت بها قطعة من ممتلكات هذا الوطن وتذهب تجاه هذا مرة وذاك أخرى
في إسقاط يعرف الفرقاء به ماهية أنفسهم ما بين رمز خمبابا الأبيض حارس مصالح هذا الكيان على الحدود وخمبابا الأسود حارس مصالح الكيان الآخر
دكتور باسم مبدع منظر قبل أن يكون شاعر وناقد نصوصه
تحتاج أكثر من قراءة فله هندسة دادائية معروفة تشي بمساراته الأدبية وله الأبجدية التي يعجنها بين يديه بليونة وحنكة معرفية
تحليل : مرشدة جاويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق