الأحد، 2 أكتوبر 2022

 ...........................

وديع القس ـ سوريا

........................



طريق الأهوالْ .. من محبّة ِ الأموالْ..!!.؟ شعر وديع القس
/
سرُّ المعادنِ تحتَ النارِ ينصهرُ
وفي التجاربِ سرُّ المرءِ يُختَبَرُ
/
سرُّ القلوبِ وتحتَ الطّعنِ يظهرهُ
واللهُ يعلمُ سرَّ الكونِ ما ستروا
/
وفي المصيبةِ صِدقُ الإنسِ يعلنهُ
تحتَ الشّموسِ غمامُ الأرضِ ينتثِرُ
/
إلى الكنوزِ قلوبُ المرءِ مائلة ٌ
مثلَ الضّغوطِ خفايا الأرضِ تنفجرُ
/
وفاقدُ الحسِّ يهوى الحربَ مُشتَعِلا ً
حبُّ المطامعِ في أحشائه ِ شررُ
/
وفي الحروبِ دمارٌ كلّهُ جشعٌ
وفي المصالحِ حقّ العدلِ يستترُ
/
وفي الوقيعةِ إعلانُ وتعريةٌ
والعتمُ ينقشِعُ ، والحقُّ ينبهِرُ
/
مالي أراكَ تلومُ العهدَ والزّمنَا
إنَّ الزّمانَ على الإنسانِ يقتصرُ..؟
/
هذا الزّمانُ رديءٌ في تعاملهِ
فالصِّدقُ والكذبُ بالإنسان ِينفطرُ*
/
فلا تعاتبُ أزمانا ً ولا قدرا ً
عبدُ الخطيئة ِ يبقى دائما ً قَذِرُ
/
بيعَ الضميرُ وبيعَ الفكرُ في ذلل ٍ
وفي العوالمِ صار الصّدقُ يحتضِرُ..!
/
حرّرْ ضميرَكَ يا مخدوعُ منتقِلا ً
نحوَ السّماءِ وربُّ الكونِ ينتظِرُ
/
ما نفعُ روحكَ في الأسفالِ تخسرَهَا
حبّا ً بدنيا الرّدى للنّورِ تفتقرُ
/
واللهُ قدْ لَعَنَ الأموالَ والذّهبَا
وكلّها صنمُ الأوثانِ تُعَتبَرُ
/
وفي عوالمِنَا أمستْ بعابدة ٍ
تفرّقُ الخلّ والأحبابُ تندثِرُ
/
والمالُ قدْ صارَ ربّاً في ضمائِرِهَا
يدوسُ طيبتها ، والفكرُ يُحتقرُ
/
داستْ على عزّةِ الإنسان ِ في قرَفٍ
واستعبدتهُ مع الإذلالِ يُعتبرُ
/
وتختفي شيمةَ الجبّارِ مُبتَذَلاً
فلا يعودُ حكيمَ الحقِّ يُستَشرُ
/
وفي الدّناءة ِ يغدوْ عبدَ مُرتهَن ٍ
معَ المظالمِ خلفَ الذلِّ يستَتِرُ
/
جلُّ المصائِبِ للإنسان ِ مصدرهَا
عبادة المالِ بالأموالُ تؤتَمرُ
/
يا بائعَ النّفسِ للأطماعِ قدْ وَصَلَتْ
فيكَ َ السّفالة بالأصنامِ تَفتَخِرُ
/
قدْ بِعتَ شيمتكَ، تدنوْ إلى سفل ٍ
في بيع ِ عزَّتك َ ، مثلُ القذى نكُرُ*
/
وخُنتَ فيها عهودَ الدمِّ محتقرا ً
وفي خنوعكَ حلَّ الذلُّ ينتصِرُ
/
فهلْ نلومُ زمانا ً جلّهُ ضللٌ
وقلبُنا منبعُ الأطماعِ يندحِرُ
/
فلا تعلّقُ أخطاءً على زمن ٍ
فالقلبُ فينَا ضريرُ النّور لا البصرُ..!!
/
وديع القس ـ سوريا
( البحر البسيط )
ينفطر : يخترع ويتشكل ـ القذى : الوسخ المرمى من العين ـ عِبر : ج عبرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق