.......................
رشيد العلمي
..................
بعنوان: إياك والحزن يا إنسان
إليك عني يا إنسان...
يا من جدورك ممتدة...
عبر الأزمان...
من مخاض أمنا...
من صراع إخواننا...
مرورا وركوبا...
سفينة الطوفان...
وغرق عصاة الرحمان...
أما علمت يا انسان...
أن كل من عليها فان...
ويبقى وجه ربك...
ذو الجلال والإكرام...
أما حدثك بهذا...
الثوراة والإنجيل و القرآن...
وأيقنت أن الكل راحل...
كما رحل الكل مع الأزمان...
فدقات قلبك تتوقف...
في اللحظة والوقت والمكان...
يومها يحذف عنك المبتدى...
ويبقى خبرك منصوبا...
كما تتحرك به...
أخوات كان...
بات ولم يصبح...
أصبح ولم يمسي...
ظل ولم يظحى...
ولا رافقه أحد...
وما فتئ...
وما برح...
وما انفك...
وما دام...
انقطع حسه...
ولم يعد يجرء...
على الكلام...
فترحل عنك الجموع...
وتصبح في الماضي....
تلفك حروف كان...
عديم المبتدى...
منسي الخبر...
وجودك مبنيا للمجهول...
لاتشهد لك ارض...
ولا يحكي عنك...
جني أو بشر...
..
فتيقن يا إنسان...
أن قلبك نبض الحياة...
لا يباع ولا يشترى...
ولو بأغلى الأثمان...
فلا تجعله ينبض...
بالويلات و الأحزان...
وأرح نفسك...
وخد لك...
على دروب الحياة مكان...
أو اجلس على ربوة...
أو اعتلي قمة...
تتراءى لك الحقيقة...
متجلية للعيان...
أن الكل يجري...
بسرعة كالطوفان...
مرة طوفان أفراح...
ومرة طوفان أحزان...
فاختر من الطوفان...
اجمل الأفراح...
وإذا إردت يا انسان...
ان تعرف كيف يتغير...
طعم الأيام...
اجلس على شرفة...
واشرب قهوة الصباح...
وكذلك افعل في المساء...
والأفضل أن تشربها في فنجان...
واذا رشفت آخر رشفة...
تأمل ثمالة الفنجان...
ترى السواد في القعر...
والأفق أبيض...
ناصع للعيان...
كذلك الأيام...
كما فيها يأس وحرمان...
فيه عذوبة وأشجان...
ثم ساوي أوتار عودك...
أو أمسك قوس كمان...
واعزف أعذب الألحان...
ويا إنسان...
دع مابك من هموم وأحزان...
واترك رونق الحياة...
يضمد الجراح...
وانسى واطرد عنك...
العويل والنواح...
وكن مثل الشمس...
تبدد الظلام...
وتنير الليل...
عند الصباح...
وكن مثل الطبول...
تغير الحزن...
وتقيم الافراح...
وان تكسرت يوما...
بيدك الكؤوس...
فهناك الاقداح...
اسقي الأيام بها...
مدامة فرحة...
واجعل لياليك...
كلها أفراح...
ولا تفكر إلا كيف يجعل...
قلبك في انشراح...
واغنم من يومك لذاته...
ومن ليلك مرضاته...
فليس في طبع الليالي....
الثقة والامان...
فيا انسان...
خذ مما سبقك العبر...
فكم من أحد...
لم يفهم لغز الحياة...
فتاه في دروبها...
وفي اجوائها اندثر...
وبات الليل يناجيها...
ويلوم القدر...
وظل النهار يجمع حطامها...
فاحرقته شمسها...
وتحت سمائها...
تاه وضل وانصهر...
فأمسى كل خطوة يخطوها...
يلفها التعثر والحذر...
فرحل عنها في عناء...
ولم يغنم منها...
إلا الأحزان والكدر...
ألم يعلم ان الانسان...
مهما كسب...
فما كسب الا لباسا ومأكل...
وخزائنه يرثها قريب...
وربما يرثها بعيد البشر...
وبيت القصيد يا انسان...
وصيتي إليك...
إياك أن تنسى أو تغفل...
على أن تكون دوما...
في المباح...
واترك لهو الحديث...
اذا سمعت المؤذن...
بصوته باح...
تربح الدارين...
وتفوز برضى الله...
و تدخل الجنة...
بالرضى والسماح...
رشيد العلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق