....................
محمد إسماعيل الأبارة
..................
تهاويم لرجفة الآماد
22/8/2022
..وأنا الذي لم ينفذِ اليأس البهيمُ إلى ضميري..
ما لي أرى وحش الردى
يغتال في روحي هديري..؟
ما لي..؟
وقد كنت الذي عرَّشتُ من رحِم الصخور..
لم يستلبْني الخوف يومًا ، لم تنمْ ريحٌ بِكِيري..
مالي أرى فجر الأماني قد تَقرمد في مسيري..؟
هل شاخ فِيَّ الشوق وارتخَتِ القصائد في بُحوري..؟
هل فُلَّ في نصلي الحَيا وانْسلَّ عن حَبَقي عبيري..؟
وأنا الذي آمنت أن الفجر حرفٌ في سطوري..
وأنا الذي يومًا ظننْت الشمس تشرق في خريري..
ما لي أُساق إلى انكسار العاديات على كُسوري..؟
هل أُغمد الشفق المدوِّي برقَ عشقٍ في سُفوري..؟
هذي البلاد استوطنَتْ رئتي وراشَتْ في شُعوري..
تجتاح كل خليةٍ في الشوق بالنزْف الكبيرِ..
شنَقَتْ أناشيدي على بوابة الزمن الحسير..
ألْقتْ هديلي مثخن الإصباح في الأمد الجَميرِ..
ما لي أرى ياجوجَها ينسلُّ من كل الجُحور..؟
مستعصمًا بالشطر من (رأس الغراب)*
...إلى (حَجُورِ)**..
ما لي...؟
ويذبحني السؤال على حصيرٍ من هَجِيرِ..
ما لي..؟
ويذرفُني الحنين على رؤى دفْقٍ نَميرِ..
كل الذين على فؤادي يَعرشون رَحَوا قَفِيري..
كل الذين بنيتُهم وطنًا أباحوا هدْم سُوري..
والحيَّة الرقطاء تسكب رجسها في طُهر زِيري..
أأنا أنا أم حوَّلتني الريح سملًا من قشورِ..؟
ما لي..؟
يضج الصبر أنْ يا رجفةَ الآماد ثُوري..
دُوسي على أنف الضلالة غادري الموت السريري..
لا تركني لتمائم الكُهَّان أو مدَد الأميرِ..
لا تخذلي في الروح مُقتَبَسًا من النزع الأخيرِ..
هُدِّي مداميك الرتابة بِي،
ثِبِي كضُحًى مثيرِ..
محمد إسماعيل الأبارة
* جزيرة قريبة من أبو ظبي
** منطقة شمال اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق