.....................
أنور مغنية
...............
دمعة بين جفنين
بقلمي أنور مغنية
حدَّثتني جديلةٌ من شعرها
ثم غابت بين النجوم
رأيتُ هناك سماءً بين يديَّ
حملتني غمامة بيضاء نحو طفولتي
وأنا أحلم بأني
تجاوزت زمن المراهقة
كل شيء كان جاهزاً
بتوقيت العمر
وكنت أرى نفسي سحابةً تطير
أطفو بين الغيم
سقفي سماء وأرضي بحر
وأنا لا زلتُ أطير ....
كنت كأني لم أكن بالأصل
مولود قبل ولادتي
ميت قبل مماتي
إلاَّ أنني لا زلت أسير
وبالرغم من جمال الأبجدية وفصاحتها
لم أحد حولي بين الغيم
على أحدٍ يحدّثني
او يقول حرفاً
وحدي هناك أنا والأثير
لا شيء يزعجُ وحدتي
لا الأيام ولا والزمان
وحدي أكملُ المسير
حدَّثتني ضفيرة من شعرها
أحسيت برونق الأشياء
وثقل المشاعر
أين أنا الآن من بين الغيم ؟
وأين الغيمَ منِّي؟
أين الأنا مِنِّي ؟
وكيف حالي فوق الغيم
تحت السماء وبين المطر ؟
أين طريقي ؟
هل أنا مع غيمةٍ ما؟
تحت سماءٍ ما ؟
فوق بحرٍ ما ؟
أين أنا بل أين منِّي مكاني ؟
سأطيرُ يوماً ككتلة بلا فائدة
لا أنفع بشيءٍ
فقط عبيء على الغيم وعلى نفسي
إلى أين أتجه يا ترُى ؟
إلى أين أطير ؟
ربي ما لي ؟
كأنني أشتعلُ حِمَماً
كأني أسكن جوف الأرض لا السماء
هل ما زلتُ أنا لي داخلي ؟
كيف هذا ؟
وأنا لا أعرف تفاصيلي
أسماويٌ أنا أم أرضيٌّ ؟
أم بين بين ؟
فليعتصرني الغيمُ نبيذاً
وليشرب كأسي
كلُّ الذين يعبرون بين النجوم
لكي أعرف مكاني
لربما كنت دمعة بين جفنين
أنور مغنية 26 08 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق