.......................
سعد الموسوي
...............
قتلوه اخوته
سعد الموسوي
لم يكن طفلا كباقي الاطفال اسمه وئام يحمل الايمان كله من سلوكه وتدينه الذي يكبر عمره ، كنا اطفال نلعب سوية ونذهب للمدرسة كتفا بكتف ومدرستنا مختلطة لا يتكلم الا بذكر الله جلّ وعلا ، احيانا يمازحنه البنات لكنه يطرق برأسه الى الارض خجلا بعيونه السوداء الكحيلتين برموشها السوداء وكأنها سعف نخل البصرة المحترقة ، دائما متفوق على زملاءه ، قوى عوده واصبح يافعا بطوله الفارع يسير في الشارع وكأنه ملكا صالحا او نبي من انبياء بني اسرائيل ، في كل يوم يذهب الى مسجد محلتنا ويأذن بصوته الملائكي الشجي وكأنه يبكي ويسمعه كل بيت في محلتنا الصغيرة الجميلة وبعد انتهاء الصلاة يقوم بقراءة الدعاء ويواضب يوميا على منواله في الصلاة والدعاء ، وفي احد الايام قام امن السلطة باعتراضه وتهديده وضربه ، واخبروا اهله عليكم بمنع ابنكم من الذهاب الى المسجد ولا يأذن فقام اهل وئام بمنعه لكنه ابى وامتنع وبقي مواضبا بالذهاب الى المسجد يأذن ويقيم الصلاة لكن جن جنون سلطة الامن والحزب حينها وابلغوا اهل وئام بمنعه من الذهاب الى المسجد. والا نسجنكم جميعا ونعذب رجالكم ونسائكم فحدثت مشاجرة بين وئام واخوته فانهالوا عليه ضربا حتى لايذهب الى المسجد بقي وئام في غرفته يبكي ويذكر الله كثيرا جائته اخته فوزية ما بك يا اخي ويانور عيني وئام تبكي قال لها ابكي من اثر الركلة التي ضربني بها اخي سليم على صدري فانها تنغز في قلبي واتالم من ضربات اخي رفعت على وجهي . لما اخوة وئام لم يكتفوا بما فعلوا به فذهبوا الى مقر الامن والحزب وابلغوا السلطة على انه اخوهم وئام ينتمي الى حزب الدعوة( العميل) وفي لحضات اسرع من وميض البرق جاءت سيارات الامن مسرعة الى بيت وئام واقتادوه بالضرب بالهراوات واخذوه الى مكان مجهول ولمدة ثلاثة ايام جاءوا بجثة وئام لاهله ومات من اثر التعذيب وبها منعوهم من اقامة مجلس العزاء وقراءة الفاتحة او البكاء عليه. وبها توفي والده ووالدته من اثر الفاجعة . اما اخوة وئام فكرموا من قبل السلطة كونهم قاموا بالوشاية على اخوهم ومنحوهم تكريما بترفيعهم درجة حزبية واستلموا مناصب حساسة في السلطة ، ولكن القدر كان اسرع واعدل حيث جاء خبرهم بموت الاخوين سليم ورفعت اثر حادث على طريق صلاح الدين بموتة شنيعة . وئام مات شهيدا مظلوما محتسبا عند الله.. ومات اخوته ظالمين قتلوا البراءة والايمان والسلوك الطيب الحسن فكان وئام درسا ومدرسةللاجيال بطيب المعشر والخلق السوي ولمن اعتبر رحمك الله يا وئام .. وحقيقة تبين ان وئام لم يكن منتميا لحزب الدعوة وليس لهذا الحزب وجود في محلتنا كان ذنبه عند السلطة فقط الصلاة والصيام والعمل الصالح رحمك الله يا صديقي وئام يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
سعد الموسوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق