الأحد، 22 أغسطس 2021

 ..................

مدحت رحال ،،

....................



شخصيات في الإسلام
_________________
وُلِد مهاجرا
أمه ذات النطاقين
أبوه حواري رسول الله
إذن هو ( عبد الله بن الزبير )
وُلد في قباء عند مشارف المدينة وأمه مهاجرة ،
فحُمل إلى رسول الله فقبله وحنكه ،
فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان خارقا في حيويته وفطنته وصلابته ،
كان شبابه طهرا وعفة ونسكا وبطولة
كان بطلا من أبطال الفتوح الخالدين
في معركة ( إفريقية ) ،
حسم المعركة بين جيش المسلمين في عشرين ألفا ، وجيش العدو في مائة وعشرين ألفا ،
ألقى نظرة على قوات العدو ،
ورصد موقع ملك البربر وقائد الجيش ،
فنادى بعض إخوانه المقاتلين وقال لهم .
( احموا ظهري ، واهجموا معي )
وشق الصفوف كالسهم صامدا نحو القائد ، حتى إذا بلغه هوى عليه في كرة واحدة فقتله ، وهكذا حسم المعركة بقتل ملك البربر وتم النصر للمسلمين ،
وكما كان بطلا في القتال ، كان بطلا في العبادة
فكان العابد الذي يصوم اليوم ويقوم الليل في خشوع وقنوت ،
ولقد مر حجر منجنيق في حصار الحجاج له بين لحيته وصدره وهو يصلي ، فما أحس به ولا اهتز له ،
ولقد كانت العصافير تقف فوق ظهره وكاهله تحسبه شجرة أو جدارا لطول وقوفه أو ركوعه ،
عارض بيعة بزيد بن معاوية معارضة شديدة ، فهو في رأيه آخر من يصلح للخلافة ، هذا إن كان يصلح لها أصلا ،
( لا أبايع السكير )
قالها لمعاوية ، وقالها من بعده ليزيد ،
وبعد موت يزيد ،
أعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة للمسلمين ، واتخذ من مكة عاصمة لخلافته ،
وبايعته الأمصار كلها عدا دمشق
فدانت له الجزيرة العربية بيمنها ونجدها وحجازها ، والعراقين ومصر وخراسان ومعظم الشام ،
ولا أجد تفسيرا لماذا لم يجيش الجيوش وقد دانت له جميع الأقاليم ، ويهاجم الأمويين في عقر دارهم ولم يبق بيدهم سوى دمشق ،
لماذا بقي ولاته على الأقاليم ينتظرون جيوش بني مروان تهاجمهم الواحد تلو الآخر وتنتزع منهم تلك الأقاليم ،
ليجد نفسه محاصرا في مكة ، يحاصره شقي موغل في القسوة والإجرام ،
لا يردعه رادع ، ولا يرعوي عن قذف البيت الحرام بالمنجنيق ، الحجاج
ولا يلبث ابن الزبير أن يرى نفسه وحيدا في مواجهة حصار الحجاج لمكة ، وقد بلغ السبعين من عمره ،
لن ينسى التاريخ وقفة تلك السيدة العظيمة المجيدة ، أمه
أسماء بنت أبي بكر
وقد جاءها في الساعات الأخيرة من حياته ليودعها ، وقد كُف بصرها وجاوزت التسعين ،
قال لها في حوار مؤثر طويل ، حثته فيه على الثبات :
أخشى أن يمثلوا بجثتي
قالت الأم : إن الشاة إذا ذُبحت لا تحس بالسلخ ،
ودع الإبن البار أمه ،
وما هي إلا ساعة من الزمان ،
حتى ارتقى ابن الزبير إلى بارئه
وترك الحجاج لشقائه ، وليمثل بجثته
ويصلبه ،
وبلغت به الخسة إلى أن أقسم ان لا ينزل المصلوب إلا أن تتوسل إليه أمه ،
حسب ما تقول بعض الروايات ،
وتأبى الأم أن تحقق للحجاج تشفيه ،
وتمر بعد أيام من أمام المصلوب وتقول :
( أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟)
واقترب منها الحجاج وقال :
يا أماه ، لقد أوصاني أمير المؤمنين بك خيرا
فصاحت به : لست لك بأم ،
ولكني أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( يخرج من ثقيف كذاب ومبير )
أما الكذاب فقد رأيناه ( تقصد مسيلمة الكذاب )
وأما المبير فلا أراه إلا أنت
اقترب منها / عبد الله بن عمر معزيا داعيا إياها إلى الصبر
فقالت :
( وماذا يمنعني من الصبر ، وقد أُهدِيَ رأس ( يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل )
ما أروع التشبيه
وما أصدق الكلمات ،،،
بقي ان اشير إلى ما ذكرته في سيرة / عبد الله بن عمر :
لماذا لم يُذكر بن الزبير لدى المحققين مع العبادلة الثلاثة :
عبد الله بن عمر
عبد الله بن عباس
عبد الله بن عمرو بن العاص
وقلت إن سبب ذلك ان الثلاثة تركوا الدنيا ولم تشغلهم
بينما تشوف ابن الزبير لها ونال منها قسطا ، ولا اقصد بالدنيا المتعة والمتاع ، وإنما تشوفت نفسه للولاية ، وقد يكون فيما يراه من عدم أهلية اليزيد بن معاوية للخلافة سبب في ذلك ،
ولكن هنا نقطة احب ان اشير إليها ولعلها تُحسب على ابن الزبير ولا تحسب له :
كان ممن شجع الحسين بن علي رضي الله عنهما على الخروج إلى العراق ،
ولعله كان يرى في وجود الحسين في الحجاز ما يحول بينه وبين تطلعه لإمرة المؤمنين ،
وقد كان ابن عباس كلما رأى ابن الزبير بعد خروج الحسين إلى العراق يتمثل بهذا البيت :
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
رضي الله عن صحابة رسول الله
وارضاهم
مدحت رحال ،،
مدحت رحال ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق