الاثنين، 23 أغسطس 2021

 ...............


أنور مغنية

................




يصبحُ الأحبابُ أغراباً

بقلمي أنور مغنية

ينامُ الحزنُ في عينيكِ
مثل ليالي الشتاء
والأبجدبة تنهار على شفتيكِ
من ألفها إلى الياء

على صدركِ يغفو اللوزُ
والقمح والبحر والمراكب والأنواء
كالحمى تنسابين بين أضلعي
أصبحت مريضا كمن أصابه وباء

وجهي محترقٌ بالرملِ وبالشوقِ
واحتي يبست في حرِّ الصحراء
أحلم بلحظة ظلٍّ بين ذراعيك
ولكنني علمت بأن الذي يحلم
كلّه غباء

يا سيدتي بالأمس كنتُ منارتك
ومرسى سفنك
وكلّ البحارة فيك كانوا أصدقاء
اليوم نار سقطت في قلبي
كأنني احترقتُ بشهُبٍ.
أصابتني من السماء

تعرفين أو لا تعرفين
أن الليل يختبيءُ في شعرك
وأن من عينيك يأخذ
نوره كلّ نجم مضاء

إن جسدك كتاب سحرٍ
وأن طلاسمه مجهولة
وأنك من كتب رموزه
وأنا أتهجّى الرموز لأقرأ
فأكون أول وآخر القرّاء

لو أني أعلم كيف يقاسُ الوقت
ما بين العين والعين
وما بين الشفة والشّفةِ
كنتُ عرفتُ كلَّ التفاصيل
وصرتُ خبيراً بالتضاريس
والجغرافيا وعلم العبور
ولكنتُ استبدلت كتاب البؤساء
بكتاب السعداء

كيف لا تعرفين والعمر يسرقنا؟
وينساب من بين أصابعنا كالماء
قبل أن ننتشي وقبل أن نطيرَ
وقبل أن يكون لنا ليل
ويكون لنا مساء ؟

لا أدري لما كلّ هذا العذاب
غبارٌ يكسونا ثم تراب
هل كنّا نعيش في يقظةٍ
أم كلّ ذلك كان سراب بسراب ؟
غريب كيف يصبح الأحباب أغرابا

أنور مغنية 23 08 2021 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق