.................
عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي
.................
مقال فني : قرآءة في لوحة لرائدة.
أميرة اليراع والريشة..الدكتورة فاطمة الزهراء بن عدو الإدريسي.
بقلم عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي
: بعد أن إستحم الفؤاد بأنفاس الفجر ركنت لمجلس برشفتي مطل على البحر...أردد وردي اليومي وأتأمل..وما الحياة إلا لحظة في المجمل...بادر أصبعي المتطفل للوحة هاتفي وما انتبهت حتى وجدته في مروج القوافي..يقتنص ما كتب من أشعار ...وبذلك يكاد يميت إرتباطي بالكتاب..وكان المفضل عندي في مثل هذا المجلس وخير مؤنس ..
إستسملت لنزوات أصبعي..وهو. يواصل تصفح منشورات الإبداع بالفيس..الى ان استوقفتني لوحة..فانتفض خافقي يقول: سيكون لك في تأملها أجمل فسحة...أستجمعت أنفاسي وانا. أعلم أنها ابداع بتوقيع فاسي.. ..لكريمة أسرتين عريقتين أهل علم و تقوى..لهم مع الإبداع و الفن ألف حكاية تروى..
ومن هنا...بدأت الحكاية مع انبلاج الصبح..
لوحة مشحونة بيض المشاعر ..منها ما هو خفي وراء ستار التشكيل واللون ومنها ما هو ظاهر....لكن الريشة وجدت لنفسها معابر...مصرة على. البوح ولن تغادر.
وأعتقد أن هذه اللوحة الرائعة من وحي مغارة..متخمة بالصواعد و الهوابط..les stalagmites. Et. Les stalactites...لكن منسوب مغارة الروح أعمق من ذلك. روح بألف مغارة .بدهاليزها..و متاهاتها.. ومخزونها..وتراكماتها....وٱفاق مستقبلها.
لحظة استغراق..نفذت للأعماق...لها حلو مذاق وانعتاق...
أرفع قبعتي لك سيدة الريشة واليراع...وقد طوعت بنبضك جميل الابداع...بمختلف الأنواع...
لحظة متعة ..عشتها مع لوحتك الرائعة هذا الفجر..ما نضب معين عطائك..ولك الأجر..
جمعت ما تفرق في غيرك صديقتي.. المعرفة الموسوعية فأنت زرقاء يمامة المغرب ببعد نظرك....شقيقة ابن بطوطة في ترحالك بين فنون الإبداع و في واقع حياتك...لك محطات مشرفة في عدد من الدول...خنساء فاس بنضالك عن المرأة..ورثاء حالها و الدعوة للتحرر و الانعتاق...ولادة بصالونك...وكأنك تقولين. لولادة بنت المستكفي...لست و حدك...أني حفيدتك. أسير على نهجك. أتحدى ذكورة الشعر ..بأنوثة كالعطر...وعذوبة. كالسحر...
ان لم بين المعلقات...أنثى..هاهي معلقة الشريفة..لوحات..و دواوين كالواحات..و صالونات شعر و ذكر. و استراحات..
هل بعد كل هذا ينكر فضل هذه الرائدة الفذة...والموهبة التي لازالت متقدة..أليس في هذا المسار موعظة.....
يا سليلة الشرفاء..عفاف و علم و وفاء..الوطنية ملك يمينك...والهمة من إيمانك و صلاح دينك...لا حرمنا الله تعالى من فيض إبداعك..ومعينك..
.بفنك. تجاوزت ترسيمات الحدود..بشكل غير معهود..قوالب فن مختلفة..شعر و تشكيل..و مجمع عفة..غايته نبيلة تجديد علاقة الألفة..والحميمية بين المبدع و المتلقي..كي نسمو و نرتقي..وقد كانت هذه العلاقة قبل منفصمة..او نكاد نقول. منعدمة..
ويكمن. بعد النظر في تجاوز الفواصل والتصنيفات..وفتح الباب للمواهب بدون تحفظات...وتوالى الأبداع بكل ثقة و تمهل في أخصب بساتين الفن المثمرة...؟
وهل في الليلة الظلماء يفتقد البدر...؟
أبدٱ ..مازال بدر أديبتنا المتألقة حاضرا بإصرار .. واستمرار..تملأ الدنيا و تشغل عشاق الكلمة...و تسهر المولعين...في ساحة تعج الان بٱلاف الأقلام.
و هي القائلة في إحدى قصائدها:
يا وطني يا وطني
لن أتغيب عنك..
أينما كنت تجرني العروبة إليك جرٱ.
وفي قصيدة أخرى :
مغارة تغور غورٱ
مغارة تفور فورٱ
تجول داخلي بحرا
تجول داخلي برا
تكتبني شعرٱ ...تقرأني نثرٱ
تأملت فإذا الجمال ينطق سرا
تأملت فإذا الجمال ينطق جهرٱ
لكن الريشة أبت الا ان تسبر الأغوار و فيض المشاعر. أنهار...لا تمنعه. قلاع. ولا أسوار...و أدلت الريشة بدلوها..وأبدعت أجمل ما بيدها...وأخرجت للموجود. هذه اللوحة...ورد عشق رباني من سبحة
سبحة الفن والإبداع.. والفن مركب للشريفة و شراع....
هذه. اللوحة التي دعتني اليوم لكتابة هذه السطور... وأنا مغتبط مسرور..لأوجه التحية ....لأديبتنا الراقية...وأرفع قبعتي وأنحني إجلالا و احترامٱ...داعيا لها بالشفاء العاجل مع موفور السعادة.
بقلم عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي
ٱسفي.. المغرب..29.5.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق