......................
نعيمة سارة الياقوت ناجي
....................
فاتح ماي
تاريخ تحت
المجهر
سجل أيها التاريخ ...سجل على رفوف الزمن هذا العيد...يوم فاتح ماي...اليوم الرمز الذي تتوحد فيه الكلمات وتعطى فيه الحريات للتعبير والفضفضة عما يخالج النفوس من إرهاصات ومتاعب ومن تم فرصة للجهر بالمطالب....سجل يا تاريخنا الأمجد أننا نعيش أسوء أعياد الشغل وأسوء حالاتنا خلال العصر المعاصر...
سجل أننا نحتفل صمتا بثاني عيد شغل في زمن اللاشغل...وكيف لا ونحن مطوقون داخل البيوت جراء الوباء اللعين الذي ألم بكل العالم كبيره وصغيره.ثريه وفقيره...
فاتح ماي هذه السنة كما السنة الماضية يوم لا يمثل الشغل إلا بالإسم والمجاز...تفاقم عدد البطالة.وأقفلت العديد من المرافق أبوابها...وأخص بالذكر القطاعات الخاصة ...فلا رياض تستقبل الزائرين للسياحة والاستجمام ولافنادق تستعد نشيطة لخدمة الزبناء .ومما زاد الطين بلة ...الحظر المفروض على أرباب المحلات التجارية والمقاهي وغيرها...والحظر المفروض على الشعوب بحجة الخوف من انتشار الوباء...
بأي حال عدت ياعيد؟ونحن مطعمون بتلقيح مجهول؟
بأي حال عدت ياعيد؟
جملة تكررت خلال السنتين الأخيرتين...وترسخت في عقيدة اللغة والتعبير...كل منا يتسائل عن العيد وأي عيد في ظل الظروف الراهنة والفزع المنتشر خلسة بين النفوس...
هو عيد الشغل أصبحنافيه بلاشغل بين المعاناة وقلة الحاجة...
ونحن بدورنا كمثقفين أصبحنا نخشى على الثقافة والأدب عموما.إذ كيف لطائفة الشباب المنهكة جراء البطالة و تلقين الدروس عن بعد.أن تكون مؤهلة لأن تبدع وتلج ساحة الإبداع بكل ثقة وقوة...
فعندما نثير كلمة الشغل نجدها عامة وفضفاضة.تمس كل الظروف وكل الحالات الاجتماعية والطوارئ التي استبدت وطالت.مع الأسف.كما تلحق كل العمال في الطرقات والمرافئ والبحارة وفي الجبال والفلاحين ....
ويبقى الأمل مرهونا بمدى صبرنا وقوتنا ووعينا بخطورة الوضع الحالي لنوجه شبابنا ونزرع فيه الطموح والصبر والقدرة على تحدي الخيبات...
كل عام ونحن موحدون متاَزرون نشد أيادينا ونوحد توجهاتنا نحو عام أفضل وعيد شغل مضيئ ننسى فيه العشرين والواحد والعشرين...
نعيمة سارة الياقوت ناجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق