السبت، 1 مايو 2021

 .................

السيد علي القن

................



قصة..
مشوار نغم
((( الفصل الاول )))
تبدأ القصه في احدي المدارس
الابتدائيه عندما كلف المدير
أحد المعلمين بالمدرسه وهو معلم اللغه الانجليزيه وكان معروفا بحبه للفن والموسيقي وايضا لكتاباته الشعريه الرائعه بالأعداد لعمل حفله مدرسيه لقرب عيد الام واختيار افضل العناصر من الاولاد بالمراحل من الرابع الي السادس لمساعدته في ذلك وبالفعل بدأ المعلم في المرور علي الفصول بالمدرسه وسماع اصوات الاولاد
لاكتشاف افضلهم وتعددت لقائته بهم وظل يدخل فصل ويخرج من آخر حتي وجد ضالته المتشوده أولا بالعثور علي طفله في الصف السادس وكان صوتها بالنسبة له مفاجأه مذهله وكانت البنت شديدة الخجل شديدة الانطواء الإ ان زملاءها في الفصل هم من ارشدوه عنها ليستمع اليها وبالفعل طلب المعلم من التلميذه ان تغني ما تحفظه وان تسمعه صوتها فشدت البنت بأروع الاغاني وأجملها للسيدة ام كلثوم أنت عمري ولم يكن يتخيل الاستاذ
أحمد جاد ان هذه الطفلة الصغيره
لديها هذا الصوت الرائع وتسطيع أن تحفظ هذه الكلمات وهذا اللحن العظيم للاستاذ محمد عبد الوهاب
فأنطلق المعلم في تشجيع التلميذه
علي الغناء وهي تبدع في اداء من اروع مايكون وكانت نغم وهذا اسمها يبدوا عليها لمسة من الحزن تضيف الي جمال صوتها والي جمال وجهها ورقة وبراءة طفولتها
واحاسيسها جمالا ملحوظا وبعد أن استمع المعلم اليها سجل اسمها
نع من أختار من زملاءها الا انه قد لفت أنتباهه صوت طفل في الصف السادس ايضا وكان اسمه آسر فكري وأعجب المعلم بصوته وخفة روحه ودعابته فضمه المعلم الي القائمة التي أختارها
ثم حدد لهم المعلم موعدا للاجتماع بهم وتوزيع الادوار عليهم للاعداد للحفله التي سيحضرها مدير الاداره التعليميه
ورئيس المدينه ونائب الاباء وايضا بعض الشخصيات الي جانب بعض أولياء الامور . وبالفعل قام المعلم بتكليف نغم و آسر بحفظ ديويتو عبد الحليم وشاديه حاجه غريبه
بعد ان اسمغهم أياه من علي الموبايل وطلب منهم التدريب جيدا عليه لتقديمه في الحفل بجانب اداء بعد الاناشيد كما طلب من نغم غناء اغنية فايزه أحمد ست الحبايب والتي اجادتها ندي
بينما طلب من آسر الاستعداد لغناء
أغنيه محمد فوزي ماما زمانها جايه جايه بعد شويه جايبه لعب وحاجات والتي برع في آداءها لخفة دم جاسر وروحه الجميله
ثن أختار رائد في أداء مجموعه من الفكاهه والمشاهد الخفيفه
وتقليد المعلمين والتي كان يجيدها ثم أكمل المعلم توزيع الاعمال والادوار علي التلاميذ
وأخذ يجتمع بهم في حصص الانشطه لتدريبهم علي ذلك وازالة الرهبة والخوف منهم واستعان المعلم بمدرس الموسيقي بالمدرسه وكان اسمه صبري محفوظ الذي شجعه جدا اصوات التلاميذ بل ومواهبهم في العمل علي تدريبهم
وأتقان الحفظ والاداء ثم جاء يوم عيد الام وتم عمل الدعوات المدرسيه وارسالها الي الاباء والمسؤولين ومدير الاداره وتم تجهيز المسرح المدرسي لاستقبال
الحفل الذي حضر بروفة له مدير المدرسه وأنطلق الحفل بكلمه للمشرف علي الحفل قدم فيها مدير المدرسه والذي بدوره قدم مدير الاداره والذي قدم بدوره رئيس المدينه ثم بدأ الحفل ببعض الآيات القرآنيه عن الأم تلاها الفقرات الفنيه للتلاميذ في الحفل
والتي ابدعت نغم وآسر في آداها
مما جعل الجميع يشيد بأدائهما بل وقرر السيد مدير الاداره والسيد رئيس المدينه تكريمهما بمنحهما وجميع زملائهم جوائز وشهادات تقدير نتيجه لادائهم المميز وبراعتهم في الاداء ولنجاح الحفل
وسرور الحاضرين وانبهارهم بهم
وانتهي الحفل وصفق الحضور تصفيقا حارا لهما تحديدا ثم انصرفا الجميع وبقيا المعلم وتلامذته وهم في منتهي السعاده
ولكن القصه لم تنتهي هنا فقد بدأت قصة اخري جديده بانجذاب
آسر وميله نحو نغم بشكل سريع
ادي الي سؤاله لها عن حالها وظروفها ولماذا هي دائما تميل الي العزله وعرف آسر منها أنها طفله علي ثلاثة آخرين هي اوسطهم وان آباها متوفي وكان عاملا بسيطا وأمها لديها محل صغير تبيع فيه بعض الاشياء البسيطه
وهي مت تعولهم وتمر بظروف ماديه صعبه نظرا لضعف معاش والدهم ودخل امها من الدكان الصغير والذي لايكاد يفي بحاجاتهم الضروريه بينما كان آسر علي النقيض تماما فأبوه من أعيان المدينه ويعمل بالتجاره في استيراد قطع غيار الماكينات والمعدات والسيارات وامها ايضا من احدي العائلات المعروفه الثريه
والتي ورثت عن ابيها اموالا طائله وعقار وايضا بعض الاراضي وشتان بين هذا وذاك لكن انجذاب آسر الي نغم لم يشعر معه بهذا الفارق الكبير في المستوي المادي
بل واكسبه عطفا وميلا ناحية نغم
جعله يتقرب اليها أكتر وأكثر وكان العام الدراسي قد اوشك علي النهايه فأراد آسر ان يستمر علي اتصاله بنغم ثم فكر كثير وقال لها
العام الدراسي سينتهي قريبا وقد كنت آراك بالمدرسه يوميا والان ماذا أفعل وكيف لي ان اطمأن عليكي او أن اسمع صوتك علينل ان نجد طريقه قالت له نغم ولماذا تطمأن علي نحن مجرد زملاء في المدرسه رد آسر.. لكنني اشعر ان مابيننا اقوي من كوننا زملاء واشعر ان شيئا ما يربطني بكي ولا ادري ماهو ولاني لااستطيع ان أفترق عنك قررت ان يستمر تواصلنا معا لذلك اشتريت لكي هذا التليفون الصغير من مصروفي
ووضعت لك به شريحه فخذيه وان احتجت لشئ اتصلي بي ف به رقمي سجلته لكي وكن امي وأخواتي ان رأوه معي سيسألوني من اين أتيت به ومن أعطاني اياه
فماذا أفعل وماذا أقول قولي انك
اخذتيه هديه عن الحفل وبهذا يكون لديك مبرر لوجوده معك
ويمكنني الاطمئنان عليك شكرا ياآسر ولكني لا استطيع ذلك
آترفضين هديتي نغم آترفضين سماع صوتي لا لا ولكني أخاف
لا لا لاتخافي فأنا بجانبك وسوف
أكون دائما فلا تقلقي ابدا
حاضر
وبدأ آسر يطمأن نغم ويزيل عنها بوادر خوف واضطراب ليزرع مكانهم ثقة وأطمأنان وعلي الرغم
من صغر سن كليهما الا انك تلمح عليهما علامات النضج المبكر والعقل الراجح وخاصة آسر ربما لنشأته في بيئه اكثر اسقرارا من الناحية الاقتصاديه والاجتماعيه
ومالديه من مساحه حريه وشخصيه جعلته يبدوا كشاب اكبر من سنه وكذا جسمه وملامحه
علي عكس نغم التي كانت تبدو دائما خائفه من المجهول أو خائفه من شئ ما علي الرغم من بروز ملامح الفتاه الرائعة الجمال والاحساس بل والصوت
وبعد انقضاء اليوم ودع آسر نغم
علي أمل اللقاء في اليوم التالي
ولكن نغم تغيبت عن المدرسه فقلق آسر وجلس بالمدرسة يفكر ويتسائل ياتري ماهو السبب وراء
غيابها وهل يتصل بها أم ماذا ؟
ولعبت الوساوس برأس آسر حتي كاد ان يجن ولاحظ زميليه كريم
ومهاب ذلك فسألها مابك آسر ؟
نراك مضطربا شاردا اليوم, هل هناك شيئا تخفيه عنا ؟
ضحك عاصم ضحكة خبيثه وقال
أين نغم انها لم تحضر الاترون ؟ يبدوا غيابها علي وجه آسر
قال كريم لا أظن ذلك
قال كريم او لا تتذكرون الايام الماضيه والبروفات لم يكن يفترقا
بالكاد الا للعوده الي المنزل
قال مهاب اعتقد ان ذلك هو السبب
رد آسر غاضبا كفي تهجما وسخريه
انها زميلتنا ويجب ان نطمأن عليها
قال كريم وماذا يجب ان نفعل
قال مهاب لا شئ انتظروا للغد وسوف تحضر
لا تقلق يا آسر ان غدا لناظره قريب
وظل الاصدقاء الثلاثه علي هذا الحال حتي أقترح مهاب ان يسأل صيديقتها ندي عنها ولكن آسر رفض ذلك خوفا من افتضاح مشاعره بين زملاءه في المدرسه
وخوفا علي سمعة نغم فأنهي الحوار وانصرفا الاصدقاء
ولكن آسر ظل شاردا متوترا الي حد ما محاولا أخفاء توتره خوفا من أن تلاحظ أمه ذلك
وقرر ان ينتظر الي الغد
ومرت ساعات الليل رتيبة ممله علي آسر التي حاولت أخته شجن ان تمزح معه وتعرف لماذا هو ليس
كعادته يضحك ويمرح بخفته المعهوده ونكاته الظريفه الا انه انفجر فيها دون أن يتمالك نفسه
قائلا لها وانت مالك
فأحرج أخته وما لبس أن أعتذر لها
مبررا ذلك بتعبه من مباراة الكره
وبأن فريقه خسر اليوم في المدرسه واضاع هو هدفا محققا
ولكن في الحقيقه لم يكن ذلك هو السبب الحقيقي ولكن بذوغ مشاعر جارفه تجاه نغم لم يكن يدرك من آين اتت وكيف جاءت
ثم قطع صوت حديثهما صوت امه وهي تنادي عليهما آسر آشجان هيا الي العشاء ابيكم ينتظركم علي السفره لماذا تجلسان هناك و فيماذا انتم مشغولان اجاب آسر لا شئ ماما
وردت آشجان لكنه مهموم ياأمي لخسارة فريقه اليوم وقد حاولت ان أمازحه ولكنه مازال غاضبا فماذا افعل
ردت ماهيتاب هانم لا عليك آسر
الرياضه فائز وخاسر فلا تغضب وهيا بنا نتاول طعام العشاء .
لا يا امي ليس لدي رعبة لذلك
ولست بجائع
ردت الام لا بل ستحضر فلا يجب ان ينتظر ابوك أكثر من ذلك
هيا هيا
وخرج آسر وسبقته آشجان الي السفره وجلس آسر بجوار ابيه
وجلست آشجان بجوار امها
حتي ان أبوه نظر اليه نظره كمن يقرأ كتابا فقال له قل ياآسر مابك
وماذا هناك ؟
قال آسر لا شئ أبي انها مجرد مباراه خسرناه اليوم ولدينا فرصة التعويض في دوري المدرسة في المباراة القادمه
وبدأ آسر يخفي وجهه عن ابيه
ويظهر انه يتناول الطعام وأخذ يجامل أمه الله ماجمل طعامك اليوم أمي
وبعد ان انتهيت الاسره من تناول طعام العشاء قام آسر فغسل يده وذهب الي حجرته مسرعا وأغلق
علي نفسه الباب وظل صامتا
يفكر ويفكر ياتري ماذا حدث
وهل نغم مريضه وهل أتصل بها علي الهاتف أم أنتظر قليلا
الي الصباح انها ساعات قليله تفصلنا عن الصباح ولكن من آين
لي بالصبر وماذا املك لافعل
اسئلة كثيرة وعديدة اخذت تتلاعب برأس آسر حتي غلبه
النعاس فذهب في النوم وفي صباح اليوم الثاني لبس آسر ملابسه وحمل حقيبته ثم تناول سندوتشاته في lunch box
ووضعها في حقيبته وهم مسرعا
ليلحق بالباص الي المدرسه
وما أن أقترب من بوابة المدرسه
حتي أخذت عيناه تعدو ذهابا وايابا تبحث عن نغم ختي تقابلت عيناه وصديقه كريم فقال له صباح الخير ياآسر عن ماذا تبحث
لا شئ فقط كنت ابحث عن مهاب
فرد كريم ام عن نغم
قال آسر ياسلام عليك ياكريم اهو انت كده دايما تاخد المواضيع علي مزاجك
رد كريم خلاص ياسيدي اهو مهاب وصل اهه ماليكش حجه
وبدأ اليوم الدراسي ولكن آسر لم يستطيع أن يخفي نظراته التي انطلقت في كل ارجاء الفناء بحثا
عن نغم ولكنه مع الأسف لم يجدها
هنا دخل الشك قلبه وأزداد توترا وريبه وكان مهاب وكريم شديدا الذكاء فلاحظ ذلك ولكنهم انتظر قليلا ثم داعباه لا تخف ليس بها شئ ف بالأمس ذهبت الي محل أمها لاشتري بعض الاشياء فوجدتها تقف بالمحل تبيع مكان أمها وحين سالتها لماذا تقفين هكذا وأين امك قالت لي انها مريضه وهي معتاده علي مساعدتها فأشتريت ما احتجت
وذهبت
قال آسر بالله عليك أحقا ماتقول
ام انك تمزح ؟
قال مهاب اعلم مدي قلقك عليها
ولكن هذا ماحدث بالفعل
للأديب الشاعر / السيد علي القن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق