.................
انيس ميرو
.............
(( عمر و الملح))
قصة قصيرة
بقلم الكاتب
انيس ميرو
عمر و الملح
في مدينة (دهوك )القديمة وعن طريق الصدفة و بسبب احداث الاحتراب الداخلي بين قوات الپيشمركة الابطال و مفارزهم المنتشرة في غالبية المناطق الكردية و بسبب القصف و الطيران الحربي !!
هجرت قرى بكاملها نتيجة الحصار الاقتصادي تمت الهجرة من الأرياف باتجاه المدن القريبة منهم. ؟
وكان عمر ذلك الشاب الذي تخلى عنه معضم أقربائه. !و لم يضيفوه في دورهم. احتار بكيفية ايجاد سكن له .غرفة ما في احدى الدور في المدينة وبعد جهود طويلة و ايام طرق باب احدى البيوتات الكريمة و شرح لهم ضروفه و انه مقطوع من شجرة و انه ليس له اسره !!
وافقت هذه الأسرة الكريمة عائلة ألسيد( حكيم) على منحه غرفة في الطابق الأرضي من دارهم و كانت الغرفة اصلا غير مسكونة وزائدة عن الاستعمال بالنسبة لهم وبدء عمر بممارسة العمل في علوات الخضار و المواد الموسمية و تحميل وتنزيل المواد المختلفة في العلوة و كذلك العمل صيفاً مع الحاصدات التي كانت تتولى بحصد الحنطة و الشعير كحمال و يوما بعد اخر اتصف بحسن سلوكه و تعود اهل الدار عليه !ليصبح فردا اضافيا من بيت (حكيم ).
ولم يبادر شقيقه و أولاده وبقية من أقربائه للبحث عنه او ايوائه معهم ؟
كان الطفل (عبدالله) يستأنس ً بالجلوس بصحبة( عمر) حيث كان يتحدث اليه بلطف و يقص عليه بحكايات من خياله او ربما من احداث كان قد عاصرها و هي اغلبها عن طريقة استخراج الملح الصخري الخاص للاستعمال البشري و الحيواني. !!
تبين ان موقع قريتهم گارة الملح في منطقة قريبة من مدينة(العمادية )و ان هذا الملح يتواجد في اعماق سحيقة تحت الأرض .و لعدم و جود الآلات في وقتها كان يتم حفر ما يشبه البئر بصورة عمودية لحين الوصول لهذه الصخور الملحيه و كان دوما تحدث كوارث لأهل القرية بموت عدد منهم من جراء انهيار أطراف البئر او قلة وجود الاوكسجين فيها و لكن بسبب الجهل و الفقر كان يتم اعتماد هذا العمل كمصدر للرزق!!
وكان يتم إيصال. المياه النظيفة اليها من مياه العيون الكثيرة المتواجدة في هذه القريه
وبعد اغراق البئر بالمياه كان بتم قطع المياه عنها و القيام بتمهيد ما حول هذا البئر بتصنيع ما يشبه مربعات او مستطيلات متلاحقة مع مجرى لولبي لكي يتم إملائها. جميعا بهذه المياه المشبعة بالملح. و هكذا كان يتم سحب مياه البئر بطرق يدوية متعبة و سكبها في الترعة. التي تشرف على هذه الحفر التي أعدت بإتقان. ًوكانت تترك. هذه المياه لحين ان تجف بسبب حرارة الشمس و تيارات الهواء و كانت هذه الحفر شيئا فشيئا تكشف. عن الملح الذي ترسب فيها وبعد ان كان يتم تجفيفه كان يتم تجميعه ووضعه في گواني أعدت لذلك. !وكان يتم بيع هذا الملح لمن بحاجة اليه في القريه او القرى المجاورة او حتى القصبات القريبة منهم مثل (العمادية) حيث كان ملح هذه القرية مشهورا لدى مواطني هذه المناطق. و كان يتم تجميع أسفل هذه البرك الصغيرة و يتم عزله لبيعه لأصحاب. الحيوانات لاعطائه لقطعان الغنم و البقر بين فترة و اخرى من قبل أصحابها ؟
وهذه القصة رويت لي ربما اكثر من أربعين مرة.
وطبعا في ليالي الشتاء. الطويلة و الجلوس مع بقية الأهل و التحلق على الدفاية التقليدية و التي كان الخشب اليابس مصدرا لها
وكان يتم إعداد الشاي و صحون اللوز المجفف و الجوز و التين و الزبيب و كانت تدار هذه الجلسات في غالبية هذه الدور في وقتها .بسبب عدم وصول او امتلاك اجهزة التلفزيون بل كان نادرا ما ان يمتلك احدهم جهاز مذياع عادي ؟للاستماع للأخبار او بعض الإذاعات. في وقتها!!
فكان (عمر )بعد ان بات مرغوباً بحكاياته المسلية و التي كانت محتواها تختلف بين فترة و اخرى من كثرة ما كان يقوم بسردها.
غالبا ما كان يتحدث عن اسماء معينة من معارفه او ربما من خياله كيف صارعوا الدبب في الوديان و الجبال. اثناء تجوالهم و البحث عن الخشب اليابس لتجميعه لايام الشتاء للتدفئة و للطبخ!!
و كيف ان علي حينما هوجم من قبل الدب و تشابكا استخدم الخنجر الذي كان يتحزم به و قتل الدب بعد صراع مميت. ؟
او ربما تعرضوا لمجموعة من الذئاب البرية في موسم التزاوج لهذه الحيوانات حيث تتجمع بشكل. مجاميع!
وتكون شرسة وربما تهجم على اي شخص يمر من قربهم. ؟
هكذا كانت تختلف القصص بين ليلة و اخرى و هكذا كانت تمر الليالي الشتوية بسلاسة و شوق شديد؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق