..................
عماد القاسمي
...................
الحرية والخبز
_ المكان :
تحت ظل شجرة فستق إجتمع الأحبة...أرض الله ملك لجميع خلق الله فكيف رسمنا حدود الأماكن ؟ المكان مجرد نقطة في الذهن بمثابة سجن لهذا الكون يقيّد معنى الرحيل والترحال....
_ الزمان :
عند غروب الشمس أين يأتي المساء يزيد الهمس...تتسارع عقارب الساعة وكأن النهار يخبأ وجهه خجلا ليدفنه في الليل المبهم بلا سؤال…
_ الشخوص :
_ مجموعة فئران
_ ديك ودجاجة
_ القط ماو
_ الثعلب
_ فأر صغير :
يخاطب بقية الفئران : لما لا نتسلق الشجرة ونأكل من ثمارها وننعم بخيرها وظلها ؟؟
هل كُتِب لغيرنا أكل البذور ونحن لنا ما يسقط من ورق و قشور ؟؟
حرم الله التفاحة في جنة السماء على آدم وحواء ،فهل حُرمنا نحن خيرات الأرض؟؟
_كبير الفئران :
يا بني..
قل لك الحمد ربي
على الورق المجفف
و بقايا القشور
لو أغراك التسلق والطلوع
لأصبحت فريسة سهلة للطيور..
مخير أنت طول العمر،
ياصغيري...
إما الركوع وإلا الخضوع…
فسؤال العدل رحلة مرارة
وبداية سفر بلا عودة
ولا رجوع…
_ الدجاجة :
(تتكلم وهي تراقص الديك وتضع عنقها على عنقه)
لم يعد في الأرض خير..
ولا حبة قمح طرية..
لم نعد ندرك نخالة الشعير
طالما أراقص الديك كل صباح
ولا يلومه أحد عند الصياح..
ولا يُسْمَعُ صوته حتى لو صاحْ
يكفينا من التربة الحصى…
نحسبه من الله المصير..
حتى الدود الذي كان،، مضى
وأصبح نحلا يطير…
_ الديك :
حي على الفلاح
حي على الرباح..
دجاجات الحي بلا قمح
ولا مأوى…
ولا نجني من الدنيا إلا الرياح..
_ القط ماو :
يتثاءب وينظر إلى رفاقه نظرة شك وريب
يا أحبتي يا أحباب..
نحن لا نعيش لنأكل…
وإنما نأكل لنعيش..
لو طلبتم الحرية والطعام
لقايضوكم ..
ليأكلوا الفراخ
وكل الدجاجات..
و صنعوا لكم تمثالا من الريش..
صك العبودية مغلف بالحلوى
ٱمتصوا ما شئتم …صراخا
لا أحد من الصراخ يموت…
فقط لا تُقلِقوا راحة الأسد
كي لا يُلقى بكم في فم الحوت….
أما عن العدل فٱسألوا الله
قولوا كيف ضاع الحق ؟؟؟
ولم نعد نلقاه !!
كيف الجراد قسّم الأرض ؟؟
هتك العرض !!!
رسم الحدود ….
وأشياء كثيرة أتى عليها..
حتى نسيناها وتناسينا…
أنها يوما تعود…
إسألوا الفئران ..
كنا في الغابة نلهوا
وأرض الله واسعة..
وكلنا إخوة جيران..
نشتري جلد الضبع من الضباع
ونتفاخر ولم نكن أبدا جياع..
بقينا نحيا فوق الجلود..
ضاعت الغابة...
أكلها الدود..
لم نعد كما كنا جيران…
تشتتنا ،تفرقنا،تفارقنا….
حملتنا الجداول والوديان..
جميعا غرقنا…
وكل الناجين فرحوا…
بقينا بلا هوية لعمر آخر…
على الشطآن…
فلا تسألوا الحرية والعدل…
من قطرة ماء…
لا تجود بها السماء و الأرض..
وإنما بعض من الكل…
يجود به الضمآن….
( يمر ثعلب سمين متكرش ينظر إلى الديك والدجاجة بٱزدراء ثم يضحك بٱستهزهاء ويظهر طوقا ذهبيا على رقبته متفاخرا كتب عليه ثعلب الأمير ويأخذ في الغناء ساخرا)
" لا لا لا لا
لَلْلَلا ..
بِنْت البَايْ طلِّت من الشُرفَة
قَالِتْ ماَوْ كُولُوا (1) الڨَاتُو
شُكلاَطة وإلاَّ يَاغُرطة (2)
يا حْلِيلِي مَا تُنوِّعُوا…
سِيدِي البَايْ نَازِل من الغرفة
قال إشنوَّة اللِّي عَمَلْتُوا ؟؟
نِعْمِةْ رَبِّي وِسْط الزِبْلَهْ
هذا رَبِّي مَا يحِبُّوا
لاَزِمْ قَالْ ،لازِم قَالْ
الخُبْزَة تَغْلَى جُوعُوا تَوَّة تِتْرَبُّوا
سُيدِي البَايْ مَا عَندِي زِبْله
وال 'poubelle' مَا نَعْرَفُوا
ال 'poubelle ' فِي بَالِي طيَّارة
عْلاَشْ الزِبْلة إتْمَسِّخُوا
أنا كِرشِي هي الزبلة
فيها الخبز إنْلَوِّحُوا (3)"
تنويرة :
" " أغنية بنت الباي للأستاذ والشاعر ابن الجنوب التونسي " لزهر الضاوي"
كولو : أمل
ياغرطة : زبادي
إنلوحوا : أرمي به
العفو عماد القاسمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق