................
عبده داود
..............
حلقة 5
بعد إجراءات خطوبة جميس ولينا في مطعم النادي، صارت فرحة كبيرة عند الجميع وخاصة عند أم جيمس، ابنها هذا آخر العنقود، آخر اولادها، أخوته وخواته جميعهم تزوجوا، لكن هو لم يكن يحب هذا الارتباط، ولا حتى كان يفكر فيه...
لكن لينا كانت رائعة ومختلفة، واستطاعت أن تفهم جميس، وهو شعر بانها هي الإنسانة التي يرتاح لها قلبه وعقله...
أهل جيمس قرروا دعوة آل براون الى حفل عشاء في منزلهم بمناسبة خطوبة ولديهما.
استقبال أهل جيمس للعروس وأهلها، كان مذهلاً جداً
موائد كبيرة مدوها في حديقة قصرهم الفخم ومأكولات شهيه، وأغلبها لحومات مشوية من الطيور والسمك الذي احضره جميس خصيصا الى لينا من النوع الذي تحبه...
أم العريس كانت فرحتها تملأ الدنيا، ولم لا، كانت تنتظر هذه الساعة من وقت طويل، وجيمس كان يقول لها: لم تحن ساعة سعادتي بعد...
أخوة وخوات جميس جميعهم متزوجون ومعهم أصدقاءهم وآخرون كانوا على مائدة حفل الشواء وكم كانت فرحة الجميع كبيرة بهذه العروس رائعة الجمال، وأبنة عائلة آل براون المعروفة في لندن، إضافة إلى مركز والدها المرموق مجلس البرلمان وفي القصر الملكي.
أغلب الهدايا التي قدموها للعروس كانت من الذهب والماس غالية الثمن بالفعل...
سألت أم العروس لينا متى تنويان أن تتكللا؟
قالت لينا: لا ندري بعد، ربما في عطلة عيد الميلاد القادم، خلال العطلة المدرسية الشتوية.
قال أبو جميس ولماذا التأخير خير البر عاجله. الآن أنتم في عطلة لشهرين والدنيا صيف والنزهات أجمل ربما تذهبون الى اسبانيا أو اليونان، وتمضيان أجمل أيام الشباب. قصرنا هذا أضحى فارغاً، أنا وزوجتي ويسعدنا أن يعيش أحد من أبنائنا يعيش معنا ويأتينا احفاد يسعدونا في عمرنا.
قالت لينا، معك حق يا عمي، لكن نحن الآن في طور تجهيز مدرستي الخاصة، مدرسة المطر ووالدي يعمل الرخص باسمي، وهذا يتطلب مني البقاء في لندن من أجل هذا الأمر.
قال أبو جميس: ولماذا مدرسة المطر، مدرسة الجبل هي مدرستي، والآن صارت مدرستك.
قالت لينا: لم أفهم؟
قال أبو جميس: ألا تدرين بأن نصف مدرسة الجبل لنا. وحصتي ستكون إلى أبني جميس.
قالت أبداً، لم يخبرني جميس بهذا الأمر اطلاقاً...لينا في الحقيقة جمدت وتغير لونها إلى لأصفر، وصار قلبها يطرق بشدة وقالت بذاتها: لذلك كان لويس يلاحقني من أجل التوقيع على العقد، وتمديد بقائي في مدرسة والده...وليس حباً بي.
وقفت وقالت أنا متعبة ويجب أن أعود الى المنزل على الفور...
ثم خلعت الخاتم الماسي ومحبس الخطوبة، وقالت أنا آسفة لم يعد بمقدوري أن أتابع مع جميس الطريق وتركت الهدايا على الطاولة. وقالت:
كنت متصورة بأن جميس يحبني حقيقة، ويريدني أن أبقى معه في المدرسة لأنه يحبني، لكن الآن انكشفت اللعبة وهو يريدني فقط حتى لا اتابع المسير في مشروع مدرستي...
قال جميس أنا أحبك يا لينا بصدق وليس للمدرسة دخل في كل هذا. أقسم لك أنا أحبك.
قالت لينا يكفيك تخدعني، إنك خدعتني منذ اليوم الأول الذي جئت به الى المدرسة تطلب إشعار بالمباشرة، وأخفيت عني حقائق كثيرة. ولا تزال تخدعني حتى اللحظة. أنا آسفة على كل لحظة أحببتك فيها، أنت مخادع وكاذب.
أنتم حاربتموني بخديعة الحب، لكن أنا الآن أعلن لكم السبب هو غبائي لم أكتشف اللعبة من البدء...
جاءت أم جميس راكضة، وغمرت لينا وأخذت تقبلها وهي تقول: ترثي يا أبنتي، أنا متأكدة بأن جيمس يحبك بصدق، لم أراه فرحاً كما أراه الآن، ربما خطأه هو بسبب والده الذي طلب منه ألا يخبرك، وكان هدفه الحصول على تمديد العقد معك حتى لا تخسر المدرسة من طلابها. لكن بعد ذلك، جميس أحبك فعلاً.
قالت لينا اعذروني الآن يجب أن أعود إلى المنزل...أنا مرهقة جداً.
تلك الليلة لم تغمض عينا لينا وهي تسترجع كل كلمة قالها لها جميس منذ اليوم الأول الذي جاء به يطلب اشعار الالتحاق بالعمل، الى هذه اللحظة التي أدركت إنها كانت مخدوعة، أدركت بأنه هو صاحب العمل وهي التي تعمل عنده، وهو يخدعني ويطلب مني أنا اشعار المباشرة في مدرسته هو...
أم لينا، كانت معارضة بترك القصر، وكانت تقول هذا القصر يليق بعائلتنا لن اغادره، لكن بعد أحداث السهرة الأخيرة، قررت اعلان الحرب على كل من يعارض مدرسة المطر... وقالت صحيح الله يسقط المطر على الصالحين والأشرار. لكن الله يمهل ولا يهمل، ولكل منا حساب في اليوم الآخر...الحمد لله تم كشف النوايا قبل أن نتورط أكثر مع هذه العائلة المخادعة.
أبو لينا كان يلوم أبنته على توقيع العقد وقال: هذه الغلطة ستؤدي الى حرب ضروس بيننا وبينهم، ولكننا لا بد علينا أن نخوضها. وقرر أن يضع عائلة جميس تحت بقعة ضوء المخابرات الإنكليزية لمعرفة سبب هذا الثراء الفاحش الذي لاحظه في منزلهم...
لينا كانت تبكي طيلة الوقت، وتقول أنا أحببته من كل قلبي، وضحيت بمدرسة المطر، مدرسة الجيل الجديد لأبقى بجانبه، ونعيش فترة من العمر لا تعوض ابداً وكنت أرسم المستقبل لي وله، الذي سيجمعنا في عمل واحد وهو سيكون معي ملكاً بمدرستي، وإذ به يخدعني وكل همه إيرادات مدرسة أبيه المالية...
كتب القصة: عبده داود
الى اللقاء في الحلقة 6
الحلقات السابقة تجدونها في مجموعة
" رواياتي " لمن يود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق