................
.................
كم تلونتْ الافاعي
كم تلونت الأفاعي بجلدهها واختفتْ
بين ثنايا العشب وبين الصخور
ومرّ بها الصقر فمال منها الرأس وانثنتْ
فقال الصقرُ جريحة لها مني الأمان
فأبعد عنها مخلباً وناباً في الرأس يدور
ورمى لها بطيب اللحم فازدردته حتى اكتفتْ
وسَمُنت بين جفنات العنب
واشتد منها العظم وعاد السم حتى امتلأتْ
وفي ذات ليلة وقع الصقر الذبيح
بين صخرتين صلدتين من وجع عليه أطبقت
لم يحرك ساكنا فقد كُسِرَ الجناح
وغدا صريعا يكابد همه وفي عينه الدنيا أظلمتْ
فأبصرته الأفاعي بعين غدر
وانسابت بين الشقوق ومن بين الثنايا تسللتْ
وانهالت عليه بانيابها تنهشُ لحمَهُ
وتقتاتُ على عين قد رنت لها رحمة وأشفقتْ
ابتلع الصقر كلماته ولم يصرخ متالما
فهو الملام بإحسان إلى حية ان ضربت اوجعتْ
ان الطباع لا يغيرها إحسان وطيبة
ومن اتخذ من رقطاء صديقة لدغتهُ وعمقتْ
تعلمتُ من طبع الصقور سموا ورفعة
وما رضعتُ طباع الفحيح وإن جارة الدنيا وأدبرتْ
فلا غرو إن ضاق العيش بقلبي
فما خبرتُ تلون الملساء على بطن تيماء أقفرت
فيا صحبي ها قد عرفتم
ما سر موت الصقور فإنها تسمو وتعلو إن تألمت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق