السبت، 30 مايو 2020

............
رشيد العلمي
...........

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

بعنوان: ملل حكايات الحياة
مللنا حكايات الحياة...
عندما غابت...
عن القلوب المسرات...
وسيطرح اليأس عن الجوارح...
وتاهت النفوس...
في خبايا المتاهات...
وتناست العقول...
كيف كانت المقدمات...
وعلى أي شاطئ...
النفوس تكون مراسيها...
لسفنها راسيات...
ولا رؤى للعيون...
كيف تكون النهايات...

مل الكل حكايات الحياة...
مللنا الحاكي الذي يحكيها...
واندملت العيون التي تنعيها...
واشمأزت النفوس...
على ما حل بها...
وبالحياة وما فيها...
ونفوس حسبوها وردة...
ابهرتهم بجمالها...
وتناسوا أن بها شوكا...
عند الجني للأنامل تدميها...
ورائحتها بذبولها عنها تنذثر...
ولا جمالا يبقى لها...
وتحت ظلال الرياض يبقيها...

حكايات فيها من امتطى...
الجياد الصافنات...
وحكايات فيها من ركب...
قوارب بلا مجاذف عاريات...
لم يجدوا عن ركوبها صبرا...
ولم يخرقها من علم موسى رشدا...
بل خرقها من خان لراكبيها عهدا...
الذين مدوا له من الجاه مدا...
فأوتي مالا وولدا...
وأصبح لهم ضدا...
وأصبحت مراكبهم في البحور قبرا...
لا تسمع لأرواحهم همسا...
ولا أحد يحيط بهم خبرا...
فتعالت أصوات الأرواح الباقيات...
وذفنت موتاها بأكفان فارغات...

تعب كلك أنت أيتها الحياة...
يريد منك الكل الانعثاق...
ويطلب الهروب عنك ولو بالممات...
لا الموت أتى...
ولا العيش ينعم باللذات...
والسير أصبح منهك السعي...
مثقل الخطوات...
والأرواح لا تعرف في أي رحاب تحط...
أنهكها أنين الآهات...
كل الدروب لا توصلها إلى المبتغات...
فكيف لعيش الحياة لها يحلو...
وهي في صرح الإملاق ملتفة
حول موائد فارغات...
وكيف قلوبها تخفق...
والحياة تتمرغ في حمأت القدارات...
والحب طغت عليه الشهوات...
رحلت عنه الأخلاقيات...
التى كانت قد وشحته...
بالكلمات الساميات...

فكيف لا نمل حكايات الحياة...
التي باتت لا تحكي أجمل الحكايات...
تحكي حكايات أدمت جروح القلوب...
وباتت على الألسن...
تحكى روايات...
في كل الأماكن...
في الشوارع في الممرات...
على جانب كل الطرقات...
فصارت ملاحم وأزليات...
تراها على الأبواب معلقات...
تستلهم الشعراء...
وتطلق العنان للقافيات...
وتنظم على وقعها القصائد...
ويتبارى بها الشعراء والشاعرات...
بمحافل التباري...
تجعل قصائدهم فائزات...
فهل فاز بيت القصيد...
وهل سعدت بها الحياة...
وهل فازت الحياة بالتباري...
وهل فاز الشعر أم الشعراء...
ام قوافي المتباريات...
فليتها لم تنظم في الحياة شعرا...
حتى لا نسمع تناقض القافيات...

مللنا حكايات الحياة...
مللناها ولا نريد عنها الفراق...
والقلوب لبيت القصيد...
دائما في لهفة وعناق...
والنفوس تطلب منها المزيد...
دوما في اشتياق...
وما فاز بها إلا من كان نائما...
في سباتها واستفاق...
وعلم يقينها...
وتبنى نظرية الحلول بها...
وتيقن غدا عنها يكون الفراق...
رشيد العلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق