............
شهدي منير شهدي
.............
ثلاثة : حكايات للتنهد
1- وفاء
فى بيت جدى
كانت تمر هرة جميلة
لما كنت أعزف بالعود
تتمدد على الأريكة
تسمعنى ,
كانت تذهب وتعود
أحببتها
أحبتنى
كانت لا تأكل إلا من يدى
فى المساء
رصدت كل أشواقى
لنتسابق فى الحديقة
لنفتح باب الهروب
من كآبة صوت جدى
كنت أحياناً ألاطفها
لكنى أحياناً كنت
ألمس حنين قطة للتعدى
لإستدرجها تنزف
مستعمرات الحزن
كانت لها ثورة
تملأ المكان
وصباحات للحب تندى
سألت جدى يوماً
لماذا ذهبت قطتى
وتركتنى لوحدتى
قهقات جدى لا تجدى
لكنه فجأة
خلع باب الصمت
لم ينظر كعادته
ولم يحرك أصابعه
تجاوز نقطة حدى
قال
عد لعودك وغنى
ولا تعبأ بمواء هرة
انت فى زمن للتردى
2- حصة
سأل التلميذ المعلم
كيف أخرج من دائرة
ترجرج الرياح داخلها الليل
وتعبث بدماء
كانت على سطوح الصدر
تيبسها ، تهشهشها
تذريها ، تنثر وقار قدسيتها
على قارات الفجر
كيف أعرج منها
وأمتلك نوق النعمان
وأوفى المهر
ربت المعلم كتف الصبى
ورسم دائرة أكبر للخرس
لكنه فتح بوابة
لشوارع مرابطين
فى سخونة جسد
كاد يمر
لكن أوقفه سد
اعترض مجرى النزف
وإمرأة تبايع رجل
لجمع السنابل والحرث
كيف تجرعت من آنيته
بضع كؤوس للقهر
وسأل المعلم الصبى
هل إختار العبيد من يطوقهم ؟
أم ذهبت غيمة أخرى
لتنبت ما تبقى
وما سقط فى عتمة الهوس
ركض التلميذ إلى السبورة
ليمحى تضاريس الرسم
لكن لم يسعفه الوقت
لقد دق جرس الخروج
من نفس الباب
وبنفس طريقة الدخول
3- إحتراق
تعودت حين أبكى
أنزوى داخل شجرة
أتشجر بلونها
وأذرف دموعى ... أوراق
ولكنى أعيش فى مدينة
لا تنبت الأشجار
والطلل الذى يهبط
تستلقفه أيادى جوعى
انظر أقدام خضبها
حصى فى شوارع وطن
أرض ماتت
صارت جدبا
عاد البرق يبحر فى جسدى
يفجر ما تبقى من إحتراق
سألت الفجر
لماذا لم تدمع عينى
أجاب هل يبكى الموتى
وقت الفراق ؟ !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق