السبت، 30 نوفمبر 2019

..............
د/منى فتحى حامد
.............

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏‏


الغيرة امرأة غارقة بين أشعاري
مقال د/منى فتحى حامد

تعددت أنفاسي بين رؤى و نثريات سلبية حول سرديات الغيرة ،و ما تسيء به إلينا في شتى الميادين ،و احتكار أقلام معينة للإبداع ، و عدم إتاحة الفرص للموهوبين من الكتاب و الأدباء و الشعراء الجدد ، و ما زال عند البعض من ينفرد بإظهار ذاته فقط ،سواء رجل أو امرأة ، تتملك منهم الأنانية الفكرية ، و التوحد مع أقلامهم فقط ، سطوة رغم أنف الجميع ، و تكون حجتهم بأنهم السابقون ، أصحاب الصالونات و الاتحادات و الجرائد و المجلات المتخصصة للنشر ، نرتشف من نظراتهم الكبرياء و الغرور ....
بل ألمح بعينيّ من ملامحهم الخوف والمكر والضعف أمام تألق و نجاحات أقلامنا ،فالغيرة لن تقتل انساناً واثقاً من ذاته و قلمه ، والغيرة لن تقف حائلاً أو مانعاً لأحرف و همسات المبدعين للوصول إلى القراء و المتابعين بالمجتمع ، فالغيرة بالنهاية نقص ثقافة،فهي تهدر و تسفك أقلام كتابها.....
و هذا ليس عند الجميع بمجتمعاتنا الراقية المتحضرة الواعية ،فمثلهم من يقف بجانب المبدعين الجدد ، و يفتح أبواب الظهور و الابتسامة و النور أمام أقلامهم المعبرة ،و يحثهم على التميز و التواجد المستمر و النبوغ ، بل عدم اليأس و الاستسلام لرأي ماقت منفرد،فللناجحين أعداء
،و هذا أكبر دليل على النجاح...
فالغيرة أمر ملاحظ في النفس البشرية،نلاحظها أحياناً بين امرأتين أو رجُلين أو طفلين أو بين إمرأة و رجل..إلخ ..
و ترجع الغيرة إلى مسببات معينة، منها تميز شخص عن الآخر في أمر ما ، أو إذا لم يتواجد تمييز ،أحياناً يكون السبب ضغينة أو حقد من إحدى الطرفين إلى الطرف الآخر ..
فالغيرة من رأيي هي علة تؤذي صاحبها ، تجعل خطواته غير ثابتة،
متأرجحة و غير متوازنة ، بضياع منظومة أفعاله بالإلتفات فقط إلى الشخص المُغَار منه ، فبالتالي لن يتقدم في شيء و لن يرتقى أبداً ، و هذا دال على ضعف شخصيته و قلة ذاته ، و تردده عند اتخاذ القرار ، و شتات آراءه و مفاهيمه تجاه الموضوعات المجتمعية و الميدانية و الدنيوية المختلفة...
و أحياناً تثمر الغيرة نتاجات موفقة من الإبداع و النجاح ، و هذا فى ظل المنافسة الشريفة ،و التعلم و الترقي و تقبل النقد البناء من ذي الخبرة..
و المحاولات أكثر للوصول لتنمية و ازدهار أفضل ، بل تصميم و إرادة و تعلم و عدم يأس ، ركيزة آداب و سمات ثقافية و دنيوية ، تقبل معايير المناقشة و الحوار برقي و تواصل ، للحد من ندرة الإبداع ...
فكل انسان منحه الله بآلاء لا تحصى و لا تعد ،يجب الحمد و الشكر عليها،
و إن نقص إحداها سواء بالمال أو الصحة أو العلم ،أو أي أمر ما عند الفرد، فيجب الدعاء و الطموح و القبول و التمني بالسعادة و الرضا و
الصبر و التفاؤل تجاه هذا النقصان...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق