الخميس، 28 نوفمبر 2019

.............
ع الرحمان انميلي
..............



مررت وزوجتي في ساحة جامع الفنا برجل يبيع الأفواه المصنوعة من البلاستيك . ولأنني معروف بكثرة الضحك والقفشات ’ كانت زوجتي تنصحني بالجدية والمعقول لكن هيهات أين الجدية والمعقول مني؟
المهم أن زوجتي رأت بائع الأفواه الاصطناعية فطلبت مني أن أشتري فما من هذا البائع بشرط أن يكون معقولا. اقتربنا من البائع وسألته إن كان من بين الأفواه المعروضة فم يتصف بالمعقول . أومأ لي البائع برأسه أنه يتوفر بالإضافة لما طلبته أفواه متنوعة منها :المتخلقة ’الصادقة’ الطيبة ’ الضحوكة و..و...
تذكرت والبائع يستعرض أفواهه أمامي كثيرا من الناس خصوصا الساسة منهم لو اقتنوا أفواه جادة وصادقة لكان حالنا أحسن .
اشتريت الفم المعقول ووضعته مكان فمي فتغيرت تماما. راح الضحك والتنكيت وأصبحت لا أتكلم إلا في المعقول و بالمعقول .
وفي يوم من الأيام طلبت مني زوجتي أن أتخلى على المعقول فقد ملته واشتاقت لتلك القفشات والضحكات التي عهدتها في ’ لكن هيهات لم يعد الأمر ممكنا . كيف لي بذلك ففمي لا يطاوعني على ذلك ؟
سافرنا إلى مراكش واتجهنا إلى ساحة جامع الفنا نبحث عن بائع الأفواه الاصطناعية ’ عثرنا عليه لكن لم نعثر على فم ضحوك . طلب منا أن نثريت قليلا لأن الأفواه الضحوكة عليها إقبال من طرف الزبناء . وليس لنا من حيلة سوى الانتظار حسب الطلب .
ندمت كما ندمت زوجتي على التفريط في فمي الضحوك. والآن نحن في الطابور ننتظر دورنا , ولما يأتي الدور علينا ’ وأستعيد فمي الضحوك سأخبركم بالبقية....

ع الرحمان انميلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق