الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

 ....................

سيد طاهر

.................



(عمي سيد ..مدير البوفيه - ١) قصه قصيره ـ بقلم وتصميم : سيد طاهر
عمي سيد راجل طيب ..نحيف قصير أبيضاني من المنوفبه.لكنه نشيط تقولشي نحله .؟ من الصبح قايم ..أيوه حاضر..دى قهوه ساده للمدير ..ودا شاي خفيف للوكيل ودى خلطه للعميد الله يعينه راجل كبير..!؟
طلبت قهوه من عمي سيد ..همس وقالي : عايزلي خدمه من بعد إذنك ..قلت خير يا عمي سيد… البت بطه !!؟...خير مالها بطه ؟!..البت كبرت وولاد حارتنا ما بيختشوش في الرايحه والجايه بيعاكسوا فيها مابيستحوش !! ..والبت لإونه زي أمها موزه .. الله رحمها من دلعها ..وشلت أنا الحمل التقيل .. . وإيه المطلوب مني يا عم سيد ..؟ قرب عليا وقال: وظيفه ليها على قد حالنا ..ضحكت وقلت له بضحكه بارده : تكنشي فاكر إني الوزير ..؟؟ !! وخفت يزعل ..لحقت نفسي وقلت وإيه بقي مؤهل الست بطه ؟ من بعد وقفه جلس وقالي : عقبال أمالتك دبلوم تجاره .. ربك كريم ..قلت له : بكره يكون ورقها جاهز و حاضر من غير مقاطعه ربك معين..
قام بسرعه و ضربلي سلام كبير ..وفي ثواني جابلي قهوه ببُن أصيل ووش كتير ..طليت من مكتبي على ساحة الكلية كانت كسوق كبير ..في كل ركن اتنين حبايب قاعدين بيرغوا في كلام كتير… هو بيحلم والله أعلم ؟! بيوم سعيد يتجمعوا العيلتين ويتصوروا الحبيبين في كوشه بيضه من الورد والياسمين ..الله يبارك وبالرفاء والبنين ..
أنا نسيت عمي سيد وبطه بنته ..وحاجات كتير ماهي الدنيا لاهيه ..وشاغله الكل الغني قبل الفقير..وفي مره جالس وحدي سارح ..أفتكرت بطه بنت عمي سيد… وليه عمي سيد ماجاب ورقها زي ما إتفقنا ..؟! أنا قلت يمكن زعل مني.. ولا خد على خاطره مني ..وفي مره جابلي القهوه و بسمه رايقه قالي : خلاص يا دكتور مشكور كتير .. موضوع بطه قُضي نحمد الله العظيم ..إزاي يا عم سيد دا أنا كلمتلك العميد ...عملت الي بيعمله كل الناس مسئول كبير ؟! ياخد الطلب منك ويركنه ..وان قضي بدونه كان لصالحه …وإن ما قضي كان له أسباب كتير؟؟!! ضحك عمي سيد وقال : الدكتور بلال عينها عنده موديل جديد في قسم التصوير ...؟!
كان الخبر لي صدمه ..أصلي عارف عن د. بلال حاجات كتير..أحسن بلاش نقول ونعيد ..حبيت أنبه عمي سيد… لكني خفت أنه يُفسر كلامي تفسير مخيف وأصبح أنا عزول كبير…ثم إنه فات الأوان …وخلاص الفاس وقعت في الراس …؟!!
بعد مضي شهر أختفت بطه ولم تعد تحضر للكلية ..سألت عمي سيد عن بطه فصمت ولم يجب …ولما كررت السؤال أجابني بنبرة حزينه ونفس مكسورة ..قال : خلاص ..بطه خلاص ..!! سألته بلهفة وإنزعاج : بطه مالها إيه جرالها يا عم سيد ..؟؟ قال لا لا ..هي بخير والحمدلله ..هذه الأجابة لم تشفي غليلي !؟ ولم تقنعني في حاجه مخبيها عني عمي سيد …!؟ فسألته بلهفة وتهور ملحاً في سؤالي ..هل صدر من الدكتور بلال أي تصرف مسيئ لبطه ..؟؟ قاطعني عمي سيد قائلاً لا لا : الدكتور بلال راجل محترم كريم … وتزوج بطه على سُنة الله ورسوله ..!؟ كانت كلمات عمي سيد صادمة لي …كأنه يدافع عن خطأ ارتكبه في حق بطه .. ويبرر خطأه وندمه عليه بهذه الكلمات الحزينة عن بطه والنفس المنكسرة …بطه التي شغلت فكري منذ أن قدمها لي والدها لأساعده في توظيفها في الكلية …والتي علقت في قلبي وخيالي …

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق