الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

 ....................


عبدالله صادقي
................




المغرب
المسرح
تواعدتا ان تلتقيا في المسرح بعد ساعة وهما يخرجان من العمل ، هما فتاتان في نفس العمر تقريبا و لهن نفس الطباع ويتركون نفس الانطباع فلهما نفس الخلفية الاجتماعية حتى يخالهم البعض توأمتين نفس مسحة الاناقة و الجمال والاحساس بروعة الحياة التي يتذوقانها بعقلانية وحب.
حنان دخلت بيتها واغنية على لسانها هي التي يحظرانها معا مع الفرقة الوطنية وهي مجموعة شغوفة بالطرب الأندلسي ويلتقيان كل خميس مساءا مع السابعة في المسرح البلدي المخصص لهم هم فقط لثلك الغاية .
اخذت حمام ساخن بسرعة نشفت شعرها دون تمشيط هو وحده يتمايل دون حاجة لذلك اسود داكن بسواد عينيها و يتماوج مع حركات رأسها وهي تترنم بكلمات نفس الأغنية وابتسمت أمام المرآة هي تبدو سعيدة شابة في مقتبل العمر راضية على نفسها ومحيطها ، القت بقطعتي شوكولاطه في فمها ثم قطعتي بسكويت تانقت تعطرت وخرجت مسرعة ولحظتها توقفت سيارة أجرة لها من اول اشارة منها فوصلت بربع ساعة قبل السابعة.
يسرى تقريبا تصرفت بنفس الطريقة عنذ وصولها لبيتها فهي وحنان لهما نفس العقلية والروح الراضية والجسم الرياضي.
لكن عندما همت بإغلاق الباب رن هاتفها فدخلت البيت لترد على المكالمة كانت من امها واستعجلت لتنهي الاتصال ثم قفزت مهرولة لتغلق الباب وتشير لأول سيارة أجرة التي لم تتوقف يالحظها السيء قالت في نفسها واختفت منها الابتسامة فاستعادتها وهي ترى سيارة أجرة تتوقف لها فهمت بالصعود لتفاجأبشاب من الباب الآخر يصعد ويحملق في وجهها بابتسامة ماكرة يظهر هو أكثر استعجالا منها فتنهدت أغلقت الباب رجعت للخلف ولم تنسب بكلمة وبقيت في الانتظار ولا سيارة أجرة في الأفق واخيرا ظهرت واحدة توقفت صعدت إليها وترجت السائق ان يسرع بها إلى وجهتها وهي تخال انهم بدؤوا في انشادهم الا هي متغيبة ولم يسبق أن حدت معها ذلك .
توقفت السيارة و القت للسائق ورقة نقدية وقالت له ليحتفظ بالباقي لرد الجميل لانه غامر معها في رحلتها ثم قفزت لتعبر الطريق للجانب الآخر لكن صوت فرامل اصطدام و كسر عظام وارتفع جسمها عاليا في الهواء لتسقط على الاسفلت ،
بينما روحها تعبر ذلك الممر الضيق المظلم والأنوار ساطعة في نهايته تبادرت لذهنها صورة امها وكل أصدقائها و تساؤلات ، كيف كانت الامور مرتبة بالدقيقة والثانية لتتاخر عن السابعة لو أنها لم ترد على الهاتف أو لو ان ذاك الشاب الابله لم يسرق مكانها في سيارة الاجرة لما كانت مضطرة للسرعة و أن تعبر الطريق على غير عادتها دون الانتباه للسيارات القادمة من الاتجاه المعاكس بسرعة جنونية ،
الدنيا مسرح كبير نتقمص فيها أدوارنا مرغمين بتفاعل مع الاخرين لسنا مستقلين تماما و كان قدرها ان تنتهي حياتها في ثلك اللحظة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق