الخميس، 3 نوفمبر 2022

 ......................

سلوى بنموسى

.................



قلب طفلة / قصة
د.سلوى بنموسى
المغرب
تئن في عالمها الخاص ووحدتها القاتلة
تتسائل ناحبة دنيا : لم رحلوا وتركونني أتخبط في دنيا المظاهر والاهواء والشهوات؟
لم يا ابتي كنت قائدنا ولم تترك لنا حرية الاختيار والتصرف !! وجعلت مني آلية تنفذ بصمت وجندية تلبي الأوامر والاشارات ببسالة وطواعية ودون ابداء أية اسئلة ؟
تطوف بنا الدنيا ونتعثر ونسقط
ولم يا أماه أمرتني بالعلم ثم العلم أما كان عليك ان تجعلينني طباختك المفضلة كم كنت اهوى طعامك ومازال مضاقه يتلدذ به لساني لحد الآن
كانت مملكتك الخاصة المطبخ ..
و من المرفوضين لاعتلاء بابها الضيق !
ورؤية ما تجود به من أصناف الخضراوات والفواكه
كنتما رحمة الله عليكما
تجعلوننا نحترم لغة الربط ..
وكنا نضحك ..ونضحك ..
ولكن كبرنا فكل شيئ مرفوض اضحى بالنسبة لنا مرغوب ومقبول ومحبوب
تركتموا الرياح تعصف بنا
والأمواج ترتطم بروحنا وانسانيتنا .
لم نتعلم لغة الابحار والعوم ولا العد والتوافقية أسرتي الغالية
كنا تابعون ومجرورون ونفتخر !!
ولكن لزما المخالطة والاعتماد على النفس .ألا تعتقدين ذلك أمي الحبيبة لالا زهور
ذات يوم اتذكر سألت أبي الحاج محمد ومن لا يعرفه : لم ابتاه غير مسموح لنا بالخروج والتبرج والتسكع كبقية الخلق والناس ؟ كانت اجابته عبارة عن لطمة قوية نفذت سمومها لقعر روحي تعجبت وفتحت فمي ذهولا
وقمت مفزوعة ومقهورة ودليلة وباكية وحزينة
كنت اتمنى أن يأتي ليجبر بخاطري ويجيب عن بعض تساؤلاتي ولكن هيهات كنت اريد ان اكتشف الحياة ونفسي ولكن لا لا ثم لا
سمعته يقول لأمي : احذري ربما رجليها ستخرج الشواري
قلت في نفسي : ما هذا الكلام واياكم ان تشكوا في تربيتكم لنا .
فانا أردت معرفة عدة أمور وتساؤلات تقضي مضجعي فقط
صحيح المراهقة صعبة وبخصوص مصاحبة الاشرار ..
ولكن اين هي الصحبة لا صديق قط في حياتي من البيت للمدرسة وللمدرسة للبيت
كنت أهرب من الصديقات ولا اتكلم معن الا كلاما قليلا كقول صباح الخير أو مساء الخير
سقطت العصفورة من عشها وتناثر ريشها
وتألمت نفسيتها
لأن التطبيقي أصعب من النظري الذي يبقى كلام كتب وعند التطبيق نصطدم ربما بما لا يحمد عقباه ؟!
فهل العصفورة يا ترى ستتعلم الطيران والدفاع عن النفس وفعل حاجياتها دون مساعدة احد ؟ أم كتب عليها الانكماش والعزلة المقيثة وإلى إشعار آخر
والى متى ستبقى سجينة أمها !؟
ومرتدية رداء أبيها !؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق