...............
محمد فاروق عبد العليم
..................
القصر المهجور
اعتدت ان اذهب كل يوم
الي تلك القصر المهجور
خارج المدينة والذي يقع
اعل التل والذي يطل عل
واتجول داخل حجراتة
تنتابني قشعريرة
قصر بهذا الروعة والجمال
خالي تماما الا من الخفافيش
والعناكب التي تسكن جنباته
والبوم ينعق في الاعلي اين
ذهب سكانه واصحابة لما
هجروة وتركوه هكذا ربما
هم هاجروا تاركين وطنهم
وممتلكاتهم وذهبوا ليعيشوا
في بلاد المنفي بلاد لا قريب
لهم ربما تعرض كل سكانه
الي موت مفاجئ سحقهم
جميعا كم كنت اقف اما
تلك الصورة لطفل رضيع
يلهوا في بهوا القصر وصورة
اخري لسيدة انيقة جميلة
ممشوقة القوام وهي تسقي
الازهار في فناء القصر وصورة
تلك الفتاة ذات الضفائر
الصغيرة وهي عائدة من
المدرسة حاملة حقيبة الكتب
الدراسية وتلك صورة اخري
لسيدة عجوز وهي تطعم
الدجاج وصورة اخري
للخادمات وهن يعددن
مائدة الطعام وكانهن
يستعدن الي حفل داخل
القصر وتلك لصورة لرجل
مهيب يحمل اوراقا ودفاترا
ربما هو عائدا من عملة
اتجول داخل القصر لاقف
امام تلك البيانو والتراب
والهلوس يكسوا جنباته
كم كان هذا المشهد يعود
بي للوراء لاتخيل من كان
يعزف عليه ربما كان يعزف
لحن الموت اترك تلك الغرفة
لادخل اخري لاقف مشدودا
امام روعة السجاد الفارسي
والاثاث الايطالي من انتريه
وكنب ومقاعد يدل علي ذوق
رفيع لمن سكنوه
واخرج من القصر لاجلس
اشاهد الاشجار وهي تقف
شامخة ولكنها تحتاج للتقليم
والتهذيب واحواض الورد
ونافورة المياة وهي شاهدة
علي تلك الايام واتساءل اين
ذهب اصحابه وتركوه وحيدأ
يحكي اسرارة ولما اللصوص
لم ينهبوه اهو قصر ملعون
يهابه اللصوص وقطاع الطرق
ام انهم يخشون الدخول
وتدور بي الاسئلة التي لا
اجابات لها
لاعود من حيث اتيت وانا
حزين حيران
القصر المهجور 2
عدت مرة اخري لذاك القصر
المهجور لقد قررت ان انظفه
واعيدة للحياة مرة اخر اخذت
ارمم ما تهدم منه وانظف
وازيل الصدأ الذي علا جنباته
وازيل الاتربه وما نسجته
العناكب واعيد صنابير المياه
كما كانت بلمعانها ورونقها
والمدفأه والمطبخ وكل شئ
كما كان عليه في الماضي
خرجت للحديقة قلمت
الاشجار وزرعت نفس اصناف
الورود والازهار اعدت
الفسقية كما كانت بالمياه
اصلحت المساقي لتروي
احواض الزهور لقد اعدت
القصر للحياة مرة اخري
بزخارفه واضواءه وصوره
وكذلك الاثاث لم اترك فيه
صغيرة ولا كبيرة الا اعدتها
كما كانت وبينما انا كذلك
اعمل بجهد كل يوم اذهب
كل صباح واعود الي بيتي
في المساء حتي انتهيت
شاهدت رجلا عجوزا طاعن
في السن يقف امامي يلقي
علي السلام وسألني ماذا
تفعل قصصت عليه الحكياة
من اولها والان اريد ان اعيد
القصر الي ما كان عليه في
الماضي حتي يعود اصحابه
يجدوه نظيفا وجميلا فيه
حياة وان لم يكن فيه سكان
ولا اريد اجرا من اصحابه
قال لي تعال وامسك بيدي
ودخلنا القصر حتي انتهينا الي
تلك الصورة صورة رجل
صاحب القصر قال لي انظر
لتلك الصورة وانظر الي
اتجد شبهأ بيننا قلت له
نعم لو عاد بك الزمان لكنت
انت صاحب الصورة والقصر
قال لي نعم هذا صحيح انا
صاحب القصر وتنهد تنهيدة
عاليه وكانه يستريح من
هم او تعب او سفر بعيد
جلس الي اقرب كرسي
وجلست بجوارة واخذي
يبكي وكأنه مر بصعاب
والام مبرحه قال لي بصوت
كله حسرة والم
كنت اعيش في هذا القصر
انا وزوجتي واولادي في رغد
من الحياة وبينما نحن كذلك
طلبت زوجتي زيارة اهلها
في المدينة المجاورة واخذت
معها كل الابناء لم يتبق الا انا
كنت اتمم بعض الاعمال
وبينما هم يسيرون بالسيارة
وقع لهم حادث مروع اليم
ارداهم قتلي جميعا لم ينجوا
منهم احد
عندما تلقيت الخبر صعقت
واغمي علي ولما افقت
واتممنا اجراءات الدفن
استاجرت شقة في المدينه
اعيش فيها الان فلم استطع
العيش داخل القصر
لكني اعاود زيارته كل فترة
اخذت اربت علي ظهره
واواسيه
قال لي لقد اعدت لي حياتي
مرة اخري ساهديك ذلك
القصر لكن اسمح لي بالزيارة
كل فترة
قلت له لا ينبغي ذلك فهذا
قصرك فيه ذكرياتك والامك
احزانك وافراحك هنا حياتك
لا ينبغي لي ذلك لكن اسمح
لي فقط ارعاه لك وارعي
حديقته ويكون متحفا
مفتوحا للجمهور تملكه الدولة
وذلك بعد وفاتك اعجب
للفكرة وعاد يعيش مرة
اخري في القصر وكنت ارعاه
وكذلك ارعي القصر ووظفت
له خادمه ترعاه وتلبي طلباته
وكنت كل يوم ازوره حتي
وافته المنيه فقمت بتسليم
القصر وكل محتوياته للدولة
وجعلناه متحفا للجمهور
يأتون لقضاء الاجازات والتنزه
داخل جنباته
ال كاتب و ال مفكر
محمد فاروق عبد العليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق