الخميس، 20 يناير 2022

 ................

د. عبدالحليم هنداوى

................



أبا الزهراء
هبوا قلبي من السلوان بابا
فبالسلوان قد ينسى العذابا
وقد يلقى من السلوان همٌ
فجل الهم يهوى الإقترابا
حبيبٌ كان للقلب المفدى
إذا بالبعد يهلكه عقابا
ومهما كان للسلوان حِبٌ
سيبقى البكر كالشهد المذابا
ألا ليت القلوب بها عيون ٌ
ترى من يخدع ومن استجابا
ألا ليت القلوب بها أذانٌ
مع الخفقان ألحانٌ عذابا
كذا الإبهام هو عين البيان
إن الأسباب غابت إحتجابا
رشا لو داس فى أرضٍ يبابٍ
لصارت خصبُ لا تشكو اليبابا
جمال الكون بادٍ فى سناه
تعدى حسنه السُدْلَ والنقابا
وكنت إذا نهرت النفس لوماً
تصدى القلب رافضاً العتابا
ويذكر للأحبة كل ودٍ
وينسى كل جرحٍ مستطابا
فجرح القلب حتماً مستطابٌ
وبالأخلاق لن يبرى المصابا
وذاكرتي بها زهرٌ وشوكٌ
ولى سؤالٌ يفتقد الجوابا
تعيش الذكريات على الزهور
وطرح السؤْل يفتقد الصوابا
ولى بين الضلوع قليب ينبض
يظل بنبضه وإن فقد الشبابا
ولى فى الروض زهر ما أعبتُ
وما كان الرياض به معابا
فاصغ للذى سكب الدموع
واحترق الفؤاد والشعر شابا
فلا تغتر بالدنيا الجميلة
ولا تنسى لمن هذا الترابا
ولا تفرح بإقبال الدنيا
ولا تحزن إن الإقبال غابا
واشكر الله فى كل حينٍ
وقل يارب لنا يسر حسابا
أبا الزهراء فى مدحك كأني
محبٌ فى بحور الشوق ذابا
وقد ازددت بالقرب التجلي
وقد صار الجفا لى اغترابا
وقربي فى هواك يطيب وصلاً
وبعدى عن هواك به العذابا
فيارب بلغ الهادى سلامي
وزدني من نبينا إقترابا
بقربي للحبيب يطيب وِردي
وأنهله بكاساتٍ عذابا
نبينا فى السماء يزيد قدراً
يشرف أرضنا ركناً مهابا
أبا الزهراء لا نسبٌ يصلني
فهل حبي يصلني انتسابا؟
مدحتك زادني المديح قدرا ً
وحباً واعتليت به السحابا
فيارب هب به لى منك وداً
ويبقى حبه للعفو بابا
رسولٌ لم يكن للعنف نهجٌ
عفا عن كل من للحق ثابا
نبينا خير من ركب المطايا
نبينا خير من مسّ الترابا
نبينا خير من زكى وصلى
نبينا خير من سنّ الحجابا
نبينا أنور الوجه المشفع
كحيل العين محفودا مهابا
وإن يمشى تَحَدّرَ للمعالي
كأن إلى الجنان دعى وأجابا
كنورٍ ساطعٍ يبدو جلياً
وما للبدر بدْ إلا الغيابا
وكفه من يمسَّ كالحريرِ
وفواحٌ كعطرٍ مستطابا
أمينٌ مصطفى خير الأنامِ
كريمٌ يستحي معطى مجابا
شفيعٌ مرتجى يوم الزحامِ
تقىٌ مهتدى للعفو بابا
وكانت رسْلُهُ فى الحقِ أسداً
فرغم الشِرْكِ بلغوا الكتابا
رسالته من الأتباع فاضت
تخطت البحر اعتلت الهضابا
مفتحةٌ لها أبواب عزٍ
وقد ركبوا المطايا إعتقابا
ورغم النقص فى عددٍ ومالٍ
فقد أثروا الأحبة والصحابا
أبا الزهراء نشكوا من رجالٍ
نسوا الإسلام أعتلوا الركابا
وباعوا الدين بالدنيا بخسرٍ
وارتشفوا الهوى شهداً رضابا
ولن نستبدل الدنيا بدينٍ
ولو نلنا به تبراً مذابا
ولو كان النبي بالقلب ساكن
به كنا تخطينا الصعابا
به كنا حفظنا دين الله
وما حلّ به قطع الرقابا
فمن يكمل بغيٍّ فى المظالم
فليس كتائبٍ للحق أبا
وما سلطان ظلمٍ فى رجوعٍ
إذا أضحى وأمسى مستجابا
كما الحجاج قد أعطى السيوفُ
فصار بها مع الشيطان نابا
بني أمي وإخوتنا سنبقى
على العهد المبين المستطابا
على عهد النبى المزدان قدراً
فلا نرضى بغلٍ مستعابا
ولا نرضى بنهبٍ للحقوق
حقوق الغير لا تؤخذ غلابا
بقلمي د. عبدالحليم هنداوى
من ديواني الدرر البهية فى مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق