...............
سنوسي ميسرة
.................
سوار التمني
الذين يحبوني في هذا العالم يبحثون بكل الوسائل لكي يشدوني إليهم وحبك أكبر منهم ، ولكنه لا يصادر حريتي ... وخوفا من أن أنساهم لا يجرؤون على تركي وحدي ، لكن الأيام تتوالى وتتعاقب وأنت لا تبدين البتة ... لست أدعوك في صلواتي ... و لا أحفظك في قلبي ولكن حبك لي ما يزال ينظر حبي .
دعي فقط ذلك القليل الذي أدعوك به ، فأنت كلي ... دع لي ذلك القليل الذي يمكنني من الشعور بك في كل مكان ، وأن أقبل عليك في كل شأن و أن أقدم إليك حبي في كل وفت ... دعي لي ذلك القليل الذي لا يسمح لي بالاختفاء ، واتركي لي فقط تلك السلسلة التي تربطني إلى إرادتك ، ودعي إرادتك تتحقق في حياتي التي هي رباط حبك لي .
كنت أظن أن رحلتي قد أوشكت على الختام ، وأن قواي قد بلغت غاية الإنهاك و أن الطريق أمامي مسدودة ، و أن زادي قد انتهى و انه ربما قد حانت ساعة الإنسحاب إلى الصمت والظلام ، ولكنني اكتشفت أن إرادتك لا تعرف نهاية لي وعندما تموت الكلمات القديمة تتدفق أنغام جميلة من القلب ، وحين تضيق الطرق القديمة يبدوا في الأفق معنى جديد ورائع .
أريدك أنت ... أنت وحدك ، هذا ما يردده قلبي بلا نهاية زائفة فارغة تلك الرغبات التي تحاول على الدوام إبعادك عني ... ومثلما يخفي الليل الحالك في ظلامه رغبات النور ... هكذا يرتدد في أعماق ضميري صدى : أريدك أنت ... أنت وحدك ومثلما تبحث العاصفة عن نهاية لها في الهدوء حتى ولو كانت تقاوم هذا الهدوء بكل عنف وضراوة ... هكذا تمردي ، يصارع حبك ومع ذلك يصرخ هاتفا : اريدك أنت ... أنت وحدك .
عندما يقسوا القلب ويجف ، فلتنزلي عليه شآبيب الرحمة ... وعندما تفقد النغمة في الحياة ، فلتأتي مثل هدير الغاني المفاجيء ... وعندما يرفع العمل الصاخب من كل جوانب دويه العنيف ويقصيني عما وراء الحياة ، فلتنزلي يا سيدة الصمت بلمسك وراحتك ... وعندما يجلس قلبي البائس المتسول فلتفتحي يا مالكتي بابك ولتدخلي دخولك المظفر ... وعندما تعي الأعراض العقل بغبارها وأوهامها ، فلتأتي أيتها القدسية الواعية ببرقك ورعدك .
بقلم : سنوسي ميسرة
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق