السبت، 8 يناير 2022

 .................


علي سعيد بوزميطة
( تونس )


........................




■ جنوب ■
( ج )
سفينةٌ بحرها رملُ ،
شراعها للسّما يعلو ،
ملَّاحُها هزَّهُ الوجدُ فغنَّى
للرّاحل في عمق الصّحارى
مواويل عشق ،
وألحان شوق ،
وجدّف بين اللُّجج ،
فماسَ النّخيل
يُناجي السّفين
أنِ اهْدَأْ ، ولا تتعجّل ،
فميعادُ أحبابنا لم يَحِنْ ! ..
سفينة الرّمل
تشقُّ العُبابْ ،
تُزيحُ الضّبابْ ،
وتفتح في الصّخر شرخًا ..
مراسيها بين المسارب ،
وبين جذوع النّخيل المسافر
يضوع شذاه ،
يداعب في "أحمد" والجنوب
ترانيم واحاته الحالمة .
( ن )
السّماء يكسوها اللَّهَبْ ،
والليل ممتدٌّ
يُضاجع الرّمل ويغفو ..
حاتم الطّائيُّ مدرار العَرَقْ
يركب الأمواج صوتا عاليا
يرقبُ الآتي
ويمتدُّ من الأرض إلى النّجم
نخيلا عاليا ،
انتظار الأسمر كم طال !
والدّخان العالي في الأرجاء
جوّالًا ينادي ،
والدّليل في ليالٍ
لم يُكحِّل فيها جفنٌ
والرِّضَى بادٍ عليه ..
أسمر الواحات كالنّخل ،
كحبّات الرّمال ،
هو ملح الأرض ،
حاتم الطّائي يا نار الليالي ! .
( و )
فتاكُمْ يُسافرُ في " النّجع" وَجْدًا
ويركبُ نوقًا سَرَتْ راحلة ،
إلى أين
يا حاديَ "النّجع "ترحَلْ ؟
قوافلكم مُثْقلة
وذاك الفتى
خُذُوهُ مع القافلة !
صقيعُ الليالي
وحرّ المُدُنْ ،
وأيّام بُعْدٍ بدتْ قاتلة ،
أنيخوا ! .. فقد يأتي ،
غنُّوا ! .. فقد تسمعوه ،
فيأتي إليكم وفي مُقلتيه
عناقيد شوقٍ ،
وبين يديه
من الوجدِ حبّات رمل ،
وقطعة ليلٍ
نسيجا من العمر في البعد
شوقًا إليكم .
( ب )
براري دروبها لا تنقطعْ ،
مواعيدها جاريه ..
والبواسق فيها
تمكَّنَ منها الرّحيل
إلى قممٍ عالية ،
لُهَاثٌ .. وقَيْظٌ ..
وأسفارُ لا تعرف الأنتهاء ،
وليلٌ يُؤانسه البَوْحُ
تحت سماءٍ بَدَتْ عارية ،
وحُبُّ الجنوب :
جُذُورٌ بِدَمْعِ الأَحِبَّةِ تُروَى
وتَنْبُتُ دِفْئًا
يُدغدغُ فينا هوى البادية ،
وسُمْرَ البراري ،
ونوقَ البراري ،
جنوبٌ لها مَوْلِدُ ،
وموعدُ لُقْيَا
لأَشْوَاقِ فِتْيَةِ ذاكَ الجنوب * .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق