............
سلوى زافون
.............
رِحْلَةُ الأَعْوام
بقلمي / سلوى زافون
قَـد انْتَهت الرِّحْلَةُ وتَوَقَّـفَ القِطار
لِتَجَدِّدَ الْأَعْوامَ فَهِي تَهْوىٰ الْأسْفار
هَبَـط المُسـافرُ بمحطةِ الإحْتِضـار
وَعـادَ الْقِطارُ مُسْرِعًا يُكْمِلُ الْمَسار
قد حَمَّلوه وِزْرًا فوقَ طاقةِ الأبْرار
أتْعَبـوا قَلْبَـهُ كَـدرًا أصابَـه الإنْهيار
انْهـالـوا سَبًّـا وضَـرْبًــا بِكُـلِّ مَـدار
وذاك أمْــرُ اللّٰـهِ وَلا رادَ لِـلْأَقْـــدار
لَــمْ يُـرْهِق الزَّمانُ نُفـوسَ الأَحْـرار
إنّـما انْحِـدارُ الأخْـلاقِ سِـرُّ الـدَّمـار
كتَـبَ التَّـاريخُ مَـعَ العَـزاءِ اعْتِـذار
هَيَّـا احْمِلـوه إلـىٰ الرُّفـوفِ اعْتِبـار
فَـأُمّهاتُ الكُتُبِ تُجيـد فَـنَّ الْحوار
والآباءُ يُغَلِّفون سُورَ الدَّارِ بِالأَسْرار
أسْـرعـوا لِتَـرْتيبِ الْمَكانِ والأَفْكار
نُقْعَدُهُ في الصَّدْرِ أَمْ خَلْفَ الْأَسْوار؟
هَـلْ نُخْفيــه دَهْــرًا عَـنْ الْأَنْظـار ؛
لِـدِراسَـةِ الْحُكْـمِ قَبْـلَ الْإِصْـدار ؟
إِمّـا بَريءٌ قَـدْ مَلَأ الكَـوْنَ بِالْأَزْهـار
أوْ مُذْنِـبٌ أَرْهَـقَ الصِّغــارَ والْكِبـار
وَوَسْـطَ الضَّجيجِ حَلَّ أَحَدُ الزُّوار
فَأَسْـرعَ ذَوُو الْأَلْبـابِ لِمَحْوِ الغُبار
صـالـوا وجـالـوا يُرَتِّبـونَ الـدِّيــار
والزِّينـةُ تَعْلو جَبينَ اللَّيْلِ والنَّهـار
أهْـلًا بِالضَّيْـفِ كَـمْ طـالَ الإنْتِظار
حـانَ اللقاءُ وَغَيْـثُ السَّعْـدِ أَنْهـار
تَعَـدَّدَتْ الـدُّروبُ وَلَكُـم الإخْتِيار
وَالْأَعْـوامُ تَـرْحَـلُ وَزادُهاالأَعْمـار
فَفِـرُّوا إلىٰ اللَّـهِ وَسُنَّــةِ الْمُخْتــار
تَعاوَنوا عَلَىٰ الْخَيْرِ فيهِ الإنْتِصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق