................
. حيدر غراس
............
الضفدعة ألحسناء
............
١
أظنكم سمعتم بالضفدع (كامل)
لكني لا أظنكم تعرفون شيئ
عن الضفدعة الحسناء..
كانت تقفز على طحالب النهرِ
جذلى، ترقص على الرمل
سؤالٌ حيرني كثيراً
هل كانت تشرب الماء؟
رحتُ أسئلها
ولكني لا أجيد نقيق الضفادع
فقط أجيد لغة اللقالق..
ولغة الغرابيب السوداء
هل من بينكم يجيد النطق
بلسان الضفادع
عوضاً عني
ولو بتمتمة خرساء..؟
ليسئلها
لما قفزك هكذا
وهل من فم النهر..
تشربين الماء..؟
سأعفيكم وأعفي نفسي
واترك السؤال
لمخرج (أفتح ياسمسم)
ربما نجد لديهِ
أجوبة لكل أسئلتنا البلهاء..
٢
سأُشيرُ للضفدعة الحسناء،
بالحرف (س)..
وللنهر بالحرف (ص)
أختصاراً للجهد
و لوقت الماء
ص.. ماسر وقوفك هنا..؟
س.. هو نهر الله..
س.. هي طحالب الله
س.. خلقها الله كجلدي خضراء
ص.. ماء النهر ملك لي وحدي
لن تشاركني فيه ضفدعة شمطاء..
ص... لاتقربي النهر مرة اخرى
عودي للرملِ نشأتك الاولى
لا مقام هنا لضفدعة خضراء..
لكن هل كانت الضفدعة الحسناء
تشرب الماء...؟
٣
النهر يطردها،
تولي مدبرةٍ حيث الرملِ
يتغير جلدها من فرط الشمس
تصبح ضفدعةً سمراء..
ترفع ساقيها كل حين..
تحلم أن تعود مرة اخرى للماء
ماذا لو صُيّرت سمكة
او دولفين او حتى سلحفاة
اوكلت امري للسماء..
وبين اليقظة والحلم،
ولهيب الحر الصيفي..
يوقضها رجل شتوي اللحية
كان يبحث عنها في الأرجاء
رجل يحمل شوكتين من جريد النخل
وبكفهِ الاخرى حفنة طين سوداء
يفقس عينها بالشوكتين..
يصلبها على جذع النخلة
يدفنها بالطين الاسود
هكذا قالت له عرافة الحي
ان كنت تبحث لموتك دواء..!
٤
يمر اليوم والثاني والثالث
حزمة ايام تتوالى والضفدعة
مصلوبةٌ على جذع النخلة،
يرقبها الرجل الشتوي من قرب
يتحسس طينها،
ويهرش آليتهِ
بجوع الماضي
يفتقدها النهرِ..
تفتقدتها الطحالبِِ..
يقيمان حفلة شواء كبرى..
في قدر الماء..
كانت ترقص على وقع النار..
صُيرت خضرتها حساء..!
.
..
. حيدر غراس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق