..............
مبارك البحري
............
عيد ميلادكم سيعد ومبارك يا بؤبؤ 💕
حمدا لمن هو خالق ماء الفرات، والجبال الشّامخات، والعلويّات
والسّفليات، ومنبت النّبات. يعلم عدد الأحياء والأموات، خالق البرق والرّعد وهو الأحد الصمد. وصلاة وسلاما على الرّحمة المهداة، والنّعمة المسداة، والسّراج المنير سيّدنا ونبيّنا وحبيبنا وشفيعنا وقدوتنا محمّد، وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.
أما بعد؛
فإنّي بهذه الكلمات، أهنّئ هذا الصّندد الصّنديد الّذي لم يزل يقول لي؛ يا أخي: عاذك الله وإيّانا من الشّيطان الرّجيم، والويل الوخيم حتَّى لا تتبعَ هذا الدّليصَ. ولا تركنْ إلى ذلك الخوض لقوله تعالى؛ ( وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ). يا أخي؛ قد يراك الله سبحانه وتعالى في الظّلماء، كما يراك في الصّحراء، ولو كنتَ في صخرٍ أو في بحرٍ كما قال الله تعالى حكايةً عن لقمان عليه السلام؛ ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ). وبما ألاح وليس فيه غموض عرفنا أنّ اليوم يوم ميلاد مَنْ هو مِنْ إنتاجات العلاّمة الزّغلولي العلميّة، وبرع في العلم حتّى أنجب التّلاميذ الماهرين، والكتاب المشهورين. له عظيم الشّأن في العلم، من حيث إنّنا نشير إليه بالبنان في البيان والتّبيان من أولاد العلامة الإدريسي. وهو من لم ينْبسْ بِبِنْتٍ شفةٍ لأنّه بعلمٍ ينطق في هذا الدّين. نفسه يصون حقّ صيانةٍ، وحقّ القول يقول بلا مراء وبهتانٍ .وللجاهل الّذي يرى العلم تكلّفا ولوما يقول؛ ما قاله يحيى بن خالدٍ لابنه : عليك بكلِّ نوعٍ من العلم فخذْ منه فإنّ المرء عدوّ ما جهل. وأنا أكره أن تكون عدوّ شيء من العلم. عن صيانة نفسه أتعجّب حتّى أقول : لا غرو إذا صان ذو العلم نفسه حقَّ صيانتِها، وَلاَزَمَ فعلَ ما يلزمُها أَمِنَ تعيِيرَ الموالي، وتنقيصَ المعادي، وَجَمَعَ إلى فضيلة العلم جميلَ الصَّيانةِ، وعزَّ النَّزاهةِ فصار بالمنزلة الّتي يستحقّها بفضائلِهِ. يسرّني أنْ أهنّئه بالكلمات الّتي أخذتْها أرباب البراعة، وأكياس اليراعة في ديوان البلاغة وميدان الفصاحة لأنّه حسن الصّحبة، والقريحة. أحبّه حبّا قلبا وقالبا بما جاهدَنِي حقيقة الاجتهاد أن أكون عالما باقرا، وشيخا ماهرا، ولم يزل يذكرني بقوله تعالى( والّذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا). فتذكّرتُ أنا قوله سبحانه وتعالى( ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه). هيم الله اتبعتُ ما ذكر لي وأشار عليَّ به، لأنّي صدقتُه، وعرفتُ أنّ الله لا يضيع أجر المحسنين والمجتهدين. اتخذتُه قدوة بعدما رأيتُه أنّه المقتدى في المنتدى، أمشي بنوره لأنّه لم يزل يقول لي؛ إيّاك يا أخي ثمّ إيّاك أن تقتدي بالعلماء المخالفين كتاب الله وسنّة رسوله المصطفى، وحبيبه المجتبى، صلّى الله عليه وسلم. والتّاركين ما فرض عليهم الله فمنهم آكلُ السّحتِ، مديدُ العنتِ، ومنهم شاربُ النّبيذِ، ورآئمُ اللّذيذِ، ومنهم من يظنه البحر الخضم، أو المطمطم لا، بل هو الضّحضاح، ليس في جوفه سوى الحصرم، ومنهم من ترى اسْمَه على ظهر كتب الأحاديث أو تفسير بعض آياتٍ من القرآن الكريم ولم يكن عاملا بما ألّف، وانطبق عليه قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ^ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ). بدون إسهاب وإطناب في الكلام أقول؛
يا سيّدي العبقري، وشيخي الصّعتري؛ طال عيشُكم حائط الكون، وناشر الخير بالحبور. وعمّركم الله بموفور الصحة والسرور.
✍️مبارك البحري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق