الأحد، 1 مارس 2020

..............
حسين حمد / سوريا
..............



(الزواج المبكر للفتيات القاصرات )
الزواج المبكر ظاهرة موجودة وخاصة في المجتمعات الريفية ، والتي تزايدت مؤخرا في مخيمات اللجوء ، وله دوافع عديدة منها انهم بذلك يظنون الحفاظ على شرف الفتاة وتحاشي وقوعها بالخطيئة ، ومنها بدواعي الفقر ورفع مسؤولية الفتاة عن كاهل والدها ، ومنها الطمع بالمال وخاصة إذا كان المتقدم ثريا ، ومنها ما يسمى الحيار اي أن إبن العم أولى بأبنة عمه فإذا حان موعد زواجه عليه أن يتزوجها بغض النظر عن صغر سنها ، متناسين ما لهذا الزواج من اضرار نفسية وجسدية تنعكس على الفتاة سلبا ، فالحمل المبكر في غالبه يؤدي إلى وفاة الفتاة عند الولادة ، لعدم إكتمال بنيتها الجسدية وإستعدادها لهذا الوضع ، كما انها تعيش عقدة نفسية كونها غير مؤهلة للزواج وتحملها مسؤولية ليست قادرة على تحملها ، وكذلك عند بلوغها ونضج عقلها تعيش حالة ندم وعدم إنسجام مع زوج لم تحبه مما يضطرها التفكير في تركه وطلبها الطلاق منه ، الأمر الذي يؤدي إلى خلافات ونزاعات بين الأهل قد تؤدي إلى امور لا تحمد عقباها ، والأكبر من ذلك إذا كان لها أطفال وما يتعرضون له نتيجة الطلاق ، وبما أن الشرع يبيح ويجيز الزواج المبكر ، بالوقت الذي يعطي الحق للفتاة طلب الطلاق عند بلوغها سن الرشد والبلوغ ، فإننا نرى أن المسألة محلولة ، لكنه يجب علينا بني البشر أن نتوخى الدقة في حالات الزواج المبكر ، وأن لا نجبر الفتيات القاصرات على الزواج المبكر تحت اي ظرف كان لما له من مساويء وإنعاكاسات سلبية لأننا لسنا مجبرين على ذلك ، وان نخشى الله في بناتنا ، وأن نحافظ عليهن بالبعد عن كل ما من شأنه يلحق الأذى بهن ، وان لا نفضل مصالحنا او عاداتنا الإجتماعية السيئة على فلذات أكبادنا ، وخاصة ان جميع الاديان والشرائع تضمن للمراءة حقوقها وخاصة بالزواج والميراث والمعاملة الحسنة
حسين حمد / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق