...................
..............
...استفيقوااا ...
في عصر السرعة
والهواتف الذكية
والمنبهات العصرية
والعالم اجتمع بقرية
على الشبكات العنكبوتية
ووسائل الإعلام
المسموعة و المرئية
وبزمن بات سمته الفردية
ان ظرّفنا صفة الأنانية
وكل واحد تلفونه بيده
والاتصالات الأرضية
وساعة المنبه
شبه ملغية
والأسرة العربية
لم تعد تلتم على أفلام عربية
وغزت الشاشة الأفلام الهندية
والمسلسلات التركية
والتمزق بالعائلات والعلاقات
بتنا نراه بالبنطلونات
التي تفضح أكثر ما تستر شاباً أو صبية
بزمن تلوث الحواس
مما أصاب الناس
فضميرهم آخذ عطلة صيفية
بزمن لم نعد نستمتع
بشم النسيم العليل
ولا بجلسة شاعرية
بزمن الغلاء والوباء
والحرب الداخلية الخارجية
بزمن لم نعد نسمع الهمس
وغابت رهافة الحس
والأغاني باتت تحريضاً للغرائز الحيوانية
فمن صخب موسيقا الروك والفرق الموسيقية
لهدير الطائرات وقصف المدرعات الحربية
لصياح الأب من عجزه عن تحسين الميزانية
والحرب الجارية منه وعليه حرب اقتصادية
لصياح الأم من ضغط العمل والطلبات
فليس لها حتى إجازة مرضية
لصراخ الطفل برداناً خائفاً
من قطع الدارة الكهربائية
نعيش حياة منتهية الصلاحية
حياة تطورت فيها الأشياء المادية
وتقهقرت النواحي العاطفية
وتكاد تنعدم الرحمة والانسانية
والأخلاق والملامح الرحمانية
الكل يركض وراء الرزق واللقمة الهنية
والعيشة المريحة العصرية
الألعاب باتت تكنولوجية
من وراء شاشات ذكية
وبظل كل هذا الصخب والحرب
والأصوات المتعالية للنسوية
والشذوذ وخلع الحجاب
واعتباره حرية شخصية
والفجور بأرض الحرمين
بات ترفيهاً عن كل شاب وصبية
وياحيف ويا أسف على حال الأمة العربية
وبباطن جب الاحتلال والانحلال
نقع شيئاً فشيئاً
فيرمي لنا أحدٌ أحدَ الحبال
فنمسكه بالحال...
نسمع صوتاً قادماً من بعيد لطبال
ليس كأي طبال ..
هو مسحر رمضان
فارس بلاحصان
هارب من زمن الجمال ..
يأتينا بسحر حلال ..
فصوت طبلته تعيد بالأذهان
كل الذي كنا وكان
بزمن كان أروع ما فيه
لمة الأهل والصاحب والجار تآخيه
كل شيء كان فطري
لا تصنع ولا تشخلع ولا أحد أناني
الحل كان جماعي
الفقير والغني
يستمعون ويستمتعون بسهرة الحكواتي
بقهوة او على رصيف الحي
حتى يأتي المسحراتي
فيسحّرهم ويسْحرهم بما أوتي
من جمال صوت بأعلى طاقته ينادي
ومعه أنا الآن أنادي
أن تنبهوا واستفيقوا يا أبناء بلادي ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق