الخميس، 28 أبريل 2022

 .................

الكاتب بركات الساير الفدعاني
................



الكشكول
شطحات البوصيري في قصيدة البردة للشاعرالبوصيري
وهو محمد بن سعيد حماد الصنهاجي..
وكنيته البوصيري نسبة إلى بلده أبو صير ، وهي بين الفيوم وبني سويف .بمصر . ولد عم 608 هـ وتوفي سنة 696 هـ .واشتغل بالتصوف ، وعمل كاتبا مع قلة معرفته بالكتابة . ولم يكن عالما فقيها حسب ترجمة حياته من قبل المؤرخين ، وهو من أصحاب الطريقة الشاذلية . وأنشد أشعارا في مبادئها له ديوان شعر مطبوع.ولم يكن عابدا زاهدا صالحا . كما يتحدث عنه أصحاب التراجم . .. وله أشعار في ذم زوجته .اشتهر بقصيدة البردة ، وهي من المدائح النبوية التي سارت على الألسن . وخاصة عند أهل الطرق الصوقية . وعارضها كثير من الشعراء مثل الشاعر الكبير أحمد شوقي .ويقول الشاعر : أنه مرض بمرض عضال ، ولم تنفع معه العلاجات وكان يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وادّعى أن الرسول صلوات الله عليه زاره في المنام وقد غطاه ببردته الشريفة ، فتعافى من المرض ، وقال قصيدة البردة يمدح فيها النبي الكريم .
القصيدة من القصائد المتميزة بفصاحتها وعذوبة كلامها ، وحسن إنشادها .وفيها أبيات رائعة في وصف النبي صلى الله عليه وسلم . ولكن هناك أبيات تخالف نهج القرآن والسنة النبوية .
تتألف قصيدة الشاعر البردة من مئة واثنين وستين بيتا ، وقد فسرت اكثر من تسعين مرة . وترجمت إلى الفارسية والتركية والبربرية . واللاتينية والألمانية ولغات كثيرة .
أمِــنْ تَــذَكِّرِ جيـــــرانٍ بــذي سَــلَم مَزَجْتَ دَمعــا جــرى مِــن مُقلَةٍ بِدَمِ
أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن إضَـمِ
يــا لائِمي فــي الهـــوى العُذْرِيِّ مَعـــذرَةً مِنِّي إليـك ولَـو أنْصَفْـتَ لَم تَلُـمِ
مَحَّضْتَنِي النُّصْـحَ لكِـــنْ لَستُ أسمَعُــهُ إنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ في صَمَـمِ
فـانَّ أمَّارَتِي بالسـوءِ مــا إتَّعَظَت مِــن جهلِـهَا بنذيـــر الشَّـــيْبِ والهَـــرَمِ
أعيـى الورى فَهْــمُ معناهُ فليسَ يُـرَى في القُرْبِ والبُعـدِ فيـه غـيرُ مُنفَحِمِ
كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِــــن بُــعُدٍ صغيرةً وتُكِـــلُّ الطَّـــرْفَ مِــن أَمَـمِ
وكيفَ يُــدرِكُ فـــــي الدنيـــــا حقيقَتَهُ قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَــلَّوا عنــــه بـالحُــلُمِ
لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِــن رُؤيَــــاهُ إنَّ لَــــهُ قَلْبَـــاً إذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ
وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَ دَعــوَتُهُ حتى حَكَتْ غُــرَّةً فـي الأَعصُـرِ الدُّهُـمِ
آيـــــــاتُ حَـــقٍّ مِـــنَ الرحمنِ مُحدَثَــةٌ قــديمَةٌ صِفَةُ المـوصـوفِ بالقِـدَمِ
دامَتْ لدينـا ففــاقَتْ كُــلَّ مُعجِـــــزَةٍ مـــــِنَ النَّبيينَ إذ جـــاءَتْ ولَــم تَــدُمِ
محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـــيْنِ والفـــريقـين مِـتن عُـربٍ ومِـــن عَجَــــمِ
نَبِيُّنَـا الآمـــِرُ النَّــاهِي فـــلا أَحَــدٌ أبَــــرُّ فــي قَــــولِ لا منــه ولا نَعَـــــمِ
هُو الحبيبُ الــذي تـــُرجَى شـفاعَتُهُ لكُــلِّ هَــوْلٍ مِـــن الأهـــوالِ مُقتَحَــمِ
فــاقَ النَّبيينَ فــي خَلْـقٍ وفــي خُلُـقٍ ولــم يُـدَانُوهُ فــي عِلــمٍ ولا كَــــــرَمِ
وكُــلُّهُم مِـــن رســـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ غَــرْفَا مِــنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ
مما يؤخذ على القصيدة أنها أوردت بعض الأبيات المخالفة للقرآن ولأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .ومن ذلك قوله :
يا أكرم الخلق مالـي مــن ألوذ به ســــواك عنــــد حدوث الحادث العمم
إن لــم تكن آخذا يوم الميعاد يدي عـفـــوا وإلا فـقــل يازلــــــــة القـــدم
فإن مــــن جودك الدنيا وضرتها ومـن علومــك علــم اللــوح والقلــــم
لــو ناسبت قــدره آيــاته عظمـــا أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمـــم
من النقد الموجه لقصيدة البردة من فبل كثير من أئمة المسلمين.
1-الغلو في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجعل الرسول الكريم ندا لله نعالى في صفاته. وقد نهى النبي الكريم عن الغلو في إطرائه فقال : ( لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله ) البخاري .
2-الشاعر يلوذ بالرسول يوم الشدة ، وبذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم بمثابة الإله . وهذا مخالف للعقيدة الإسلامية وتوحيد الله .وهو يعتقد أن لاملاذ له إلا رسول الله . والرسول قد مات .ونسي أن الله حي قيوم . هو من ندعوه في السراء والضراء ونلتجئ إليه عند الكرب والشدائد . قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) ، ونسي الشاعر أن النفع والمضرة بيد الله تعالى بقوله : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء ، ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ماتذكرون ) .
3- نسب للرسول علم اللوح والقلم . وهذا العلم مقصور على الله تعالى . ولا يعلم الغيب إلا الله . وهي من صفات الله تعالى ، وقد قال تعلى في منزل كتابه : (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) وهوينسب للنبي العلم في الدنيا والآخرة ، وأنه يملك علم اللوح المحفوظ .
4- كما ذكر الشاعرأن كل من تسمى باسم محمد على اسم النبيي . سيشفع له الرسول صلى الله عليه وسلم .وله ذمة وعهد على الرسول الكريم .
وهذا لم يذكر عن النبي الكريم . وهذا منافي لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يافاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا ) .
5- ومن الشطط الكبير في هذه الأبيات قول الشاعر :
لــو ناسبت قــدره آيــاته عظمـا أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمـــم
فهو يدعي أن معجزات النبي لو كانت مساوية لقدره ، لسماه الله تعالى بمحيي الموتى. وهذا فيه اعتراض على حكم الله ، وكأن الله تعالى لم يعط الرسول حقه . وهذه مبالغة تعدت حدود الشرع والتوحيد . ولا يقبل هذا المفهوم مهما كان قصد الشاعر أوسعة خياله .
6- يقول البوصيري: وكيف تدعوإلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
وهذا غلو كبير من قبل الشاعر حيث يريد أن يقول : إن الله لم يخلق الدنيا إلا لأجل النبي صلى الله عليه وسلم .. والله تعالى يقول : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 65.
فالشاعر جاهل بآيات الله . وأحكام القرآن .
7-يقول البوصيري :
أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبة مبرورة القسم
الشاعر يقسم بالقمر المنشق وهذه مخالفة شرعية ، الحلف بغير الله .والرسول الكريم يقول :
( من حلف بغير الله فقد أشرك ) رواه أحمد
8- ويقول :لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم
وهذا يعني أن رحمة الله تزداد كلما زادت المعاصي .وهذا مخالف لقوله تعالى : ( إن رحمة الله قريب من المحسنين )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق