الخميس، 28 أبريل 2022

 .................

عبدالفتاح حموده

.............



أين أنا.. ؟
*أصعب مافي حياه أي إنسان أن تكون حياته كلها لغيره كأنه خلق خصيصا له.. طبيعه الإنسان لاتتحمل ذلك مهما كانت منزله الغير عنده فأنه بذلك سوف يفقد الإحساس بقيمته وينعدم عنده الإحساس بالحياه فتصبح حياته كالآله التي تتحرك في صمت بلا أي حس أو شعور..!
هكذا عشت حياتي منذ الصغر فنسيت نفسي تماما.. وكلما أشرقت شمس الصباح تلقيت التوجيهات أن أفعل كذا وكذا فأضطر للانتقال هنا وهناك لمراجعة الجهات الحكوميه وغيرها لإنهاء كافه الأمور الخاصه بوالدي ووالدتي ليس هذا فحسب حتي أشقائي العاملين بالخارج.
فاذا فرغت أعود للبيت جثه هامده.. وتؤلمني قدماي.. وأشعر بصداع شديد ورغم ذلك أجد أعمال البيت في أنتظارى لايقوم بها غيري من نظافه.. غسيل..وإعداد الوجبات الغذائية اليوميه.. الخ.
وسط هذه المعاناه اليوميه نسيت أني فتاه لها أن تحلم كغيرها من الفتايات بأن يكون لها مملكه خاصه تضمهاهي وزوجها..!
وربما لأني الفتاه الوحيده عند أمي قديكون لها الحق في الإعتماد علي ولكن ليس بالشكل الذي أفقد قيمه نفسي.. وقد أعيب علي نفسي أنه - أحيانا-تأن نفسي وتضطرب من أحكام القيد عليها فأجد نفسي قد صرخت في وجه أمي بكل أنفعال.
أين أنا ياأماه...؟
*فتاه طالت مده خطبتها لأحد الشباب لمده تزيد عن عشر سنوات لم يشغلها هذا الأمر في مقابل أن تبذل كل ما في وسعها لتقف إلى جوار خطيبها في مرض أمه بالجهد والمال لدرجه أنها توقفت عن أي شراء لها وكانت تكتفي بأن ترتدي ملابس شقيقتها إلى أن توفيت أمه ولما سألته:
أين أنا ..؟
نظر إليها في غايه السخريه وقال:أاتزوج من فتاه بهذا الشكل..!
*امرأه تفرغت لتربيه أبنها الوحيد منذ أن توفي زوجها وأعرضت عن فكره الزواج رغم أنها كانت لاتزال في ريعان شبابها فبذلت كل جهدها لدرجه أنها كانت تتنقل من بيت لآخر لخدمه أهلها لتوفير كل احتياجات أبنها .
لم يشغلها نفسها في أي شئ وكان يكفيها بضعه لقيمات تتناولها حتي تتمكن من مواصله جهدهاحتي وهنت صحتها ولما حصل أبنها علي شهادته العليا والتحق بمنصب مناسب وقبل أن تسأله :
أين أنا ..؟
طردها من البيت شر طرد..!
*منذ أن توفيت زوجته تفرغ تماما لتربيه أبناءه الصغار فبذل كل مافي وسعه لتوفير سبل الراحه لهم.. والحرص علي تربيتهم تربيه طيبه.. كان يعمل ليل نهار لتلبيه كافه احتياجاتهم حتي تزوجوا.. ومن يومها لم يعد أي واحد منهم يسأل عنه ولو هاتفيا..!
وجلس الرجل يتساءل بينه وبين نفسه :أين انا..؟
قيل أنه مات في شقته ولم ينتبه إلى موته إلا الجيران عندما تعفنت جثته ولم تعد تطاق رائحتها..
مع تحياتي
عبدالفتاح حموده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق