الاثنين، 28 يناير 2019

...........
...........

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏


مشروعُ كاتبةٍ مشهورة

أنا امرأة عاديةٌ
غير أنهُ يسحقني الألم،
فبين الغسيلِ ومسح الغبار
ضيّعت القلم.
أمارسُ كبتَ عقلي كل يوم،
أصنعُ الكعك،
أغسلُ الصحون،
ينتابُني الخوفُ من سمفونيةِ الحروف،
تأزُ في رأسي،
قلمي يتأرجحُ بين أوراقي
ولا يكتبُ شيئاً.
أوراقي تريدُ أن تشربَ من حبرِه،
غير أن الماءَ قَدْ عزَّ وضنَّ به الساقي،
كمنْ أرادَ البكاء
فتجمعُ الدمعُ في قلبه،
وصلَ إلى عينيِه فتحجرت ْالمآقي.

أنا امرأةٌ عاديةٌ
غيرَ أنَ لي درجاتٌ يقولونَ أنها علمية.
أريدُ أن أحسَّها،
أن أفعلَ بها شيئاً،
غير أن طاحونةَ يومي
تطحنُ حَبّ الأمل،
فمن بكاءِ صغير
إلى درسِ كبير
تتبعثرُ أمنياتي.
تغلفُها ملامحُ ضبابية،
تتأرجح أمامي،
تغدو كألحانِ سرابٍ سمفونية.
آه... كم أنا عادية،
وأيامي تنتجُ الكآبة، 
وعمري ثوانٍ اضطرارية.

أنا امرأةٌ عاديةٌ
تبهتُ أحلامي،
يلفُ الوجومُ مناي،
أذرعُ الأرضَ طولاً في مكاني.
آهٍ يا وجعَ الحروفَ في دمي 
يا التماعةَ الخوفِ في عيني.

أنا امرأةٌ عاديةٌ.
أصبو إلى السماء،
أغازلُ النجوم.
أحملُ صخرتي كلَّ يوم،
تنزلقُ إلى قعرِ الأمنيات،
أحملُها مرةً أخرى،
أهوي بها،
أصعدُ بها،
ألهثُ من إعيائي
أستريح ....

أكتشفُ حقاً أنني إمرأةٌ عادية،
أتمترسُ في صمتي،
أزدردُ صوتي،
ألدُ كما تلدُ النساء.
غير أن عندي بعضاً من كبرياء.
أرنو به إلى القممِ الشمّاء،
ينتابُني الوهن،
يسخرُ من عجزي الزمن،
وهذا الزمن يسرق أحلامي، 
ويبعثرُ أوراقي.
فكم يلزم لأخرجَ من هذا الإطار
كأيقونةٍ علاها الغبار؟

أنا امرأةٌ عاديةٌ.
أهكذا عليَّ أن أكون؟
امرأة باهتة،
لا لونَ لأمنياتها،
لا طعمَ لآهاتها.

أتريدونني امرأة عادية؟
فلماذا ملأتم أيامي بأحلامٍ وردية،
وامتدحتُم عقلي ودرجاتي العلمية؟
هل تدركونَ أن التمثالَ 
قد دبتْ فيه الروح
وامتلأت رئتيهِ بالهواء،
وأورقتْ براعمُ الياسمين فيه.
أم أنها محضُّ خيال،
وكلماتُهم كلهُّا ضربٌ من الهراء؟

أنا امرأةٌ عاديةٌ
هكذا أردتموني وهكذا أصبحت أنا.
ألدُ كما تلدُ النساء،
أثقلُ نفسي بالأنات.
يملؤني الخوف من كوني حواء،
ولكن هل وحدي ولدتُ من طين
فلفظتني السماء؟
لماذا أهبط كلما إليها أرنو؟
آه... صحيح أنا امرأة عادية.
عشبةٌ بين قمحِ الرجال،
مشروعٌ ومغامرة.
لاعبةٌ هاويةٌ على طاولة النرد،
لا يعترفُ ببراعتِها الكبار.
صامتةٌ رغمَ فصاحةِ اللسان،
هاويةٌ من بين هواةِ المقامرة
عشبةٌ متطفلةٌ مآلهُا الاستئصال.

أعودُ امرأةً عادية
إلى زاويةِ النار
أصنعُ الكعكَ... أرشُهُ بسكر الانكسار.
أغسلُ الصحون،
أكوي الملابس،
ألدُ الصغار.
فهل أمارس الوأد 
إن وِلدتْ من رحمي الأفكار؟

لا....هذا لن يكون
بل ستخرج ُأفكاري رغمَ الحصار،
وسأطوي بساطَ يأسي وأشُرع رايةَ الانتصار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق