الاثنين، 30 يوليو 2018

..........
مرام عطية
..............


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏زهرة‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏


أفتشُ عن نوتاتِ صوتكِ
_____________
كلَّ مساءٍ أبحثُ عنك ياقمري كغصينٍ يسألُ عن نسمةِ أصيلٍ ، كنحلةٍ تفتشُ عن زهرةِ أوركيد ، أستمطرُ غيومكَ البعيدةَ ، كشطٍ أثخنتهُ الرمالِ فراحَ يستمطرُ أناملَ مويجةٍ ، أفتشُ عن نوتاتِ صوتكَ العذبِ تغدقُ سكرها في مسامعي كعصفورٍ يفتشُ جيوبَ الغابِ بحثاً عن تينةٍ ضاعتْ في الضَّبابِ ، كحبيبٍ عن نبيذِ قبلةٍ ، وكقلبٍ عاشقٍ عن حبيبةٍ ، وأمدُّ خيوطَ المدى جسراً إليكَ...
فقدتُ بوصلتي فكيفَ الطريقُ لعينيكَ العسليتينِ ، أتراني ليلى فقدتْ قيسَاً، وجولييت شيعتْ روميو ؟! أم سورية الحبيبةَ َفقدتْ فراتها ، والعراق الأبي فقد نخيلَ دجلةَ ، أمصرُ أضاعت أهراماتها ، و لبنان فقد أرزهُ الشَّامخَ ، أم فيروزُ فقدت صوتها الملائكيَّ ؟!
أدقُّ أجراسَ الرجاءَ، أرتقي محرابَ الأملِ، أرتِّلُ لإلهِ الحبِّ عساهُ يسمعني ، فيرفقُ بقرى الَّلهفةِ على ضفافِ نبضي ، و يهدمُ قصر النوى ، أحسبني بغيابكَ قبيلةَ ضياعٍ ، صحراءَ تتناهبها تلاوينُ الرياحِ ، أراني مسجوناً فقد حريتهُ ، فقيراً يبحث عن رزقهُ ، غنياً أضاعَ كنوزهُ ، مسافراً أضاع هويتهُ ، طفلاً تاه عن أمهِ ، جسداً يبحث عن روحهِ ، وشرياناً يسألُ عن دمهِ
أُنقِّبُ عنكَ سنابلاً لعصافيري ، كما تنقِّبُ صحراءُ عن واحةٍ ،و عليل ٌ عن دواءٍ ، داليةٌ عن حباتِ العنبِ ، كما الظلمةُ تفتشُ عن الضوءِ ، والليلُ عن القمرِ، على شواطئي تتلاطمُ الأمواجُ ، ويتوهُ القبطانُ في سفينتي ، لكنْ أُؤمن أنَّ في بحرك أسماكٌ تعشقُ الوطنَ ، وتسمعُ نداءَ الأمواجِ للنَّوارسِ ، كما في السَّماءِ إلهاً ، هو ضميرُ الله في المطرِ .
--------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق