الأربعاء، 20 أبريل 2022

 ........................

بركات الساير الفدعاني

.............



الكاتب الباحث
بركات الساير الفدعاني
لقاء مع البطل محمد بن القاسم الثقفي
-شاهد على العصر - القائد الفاتح محمد بن القاسم الثقفي
إِنَّ الشَّجَاعَةَ وَالسَّمَاحَةَ وَالنّـَدَى
لِمُحَمَّدِ بْـــنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
قَادَ الْجُيُوشَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً
يَا قُرْبَ ذَلِكَ سُؤْدُدًا مِنْ مَوْلِدِ
القاد الفاتح مخمد بن القاسم الثقفي . دخل التاريخ رغم صغر سنه. سجل اسمه من أعظم الفاتحين والقادة العسكريين .قاد جيش الفتح وعمره سبع عشرة سنة . قال فيه الشاعر يزيد بن الأعجم :
ساس الجيوش لسبع عشرة حجة
ولداته عـــن ذاك في أشغال
فغدت بهم أهواؤهم وسمت بــــه
همم الملوك وسورة الأبطال
1-من هو القائد الفاتح محمد بن يوسف الثقفي ؟
هو محمد بن القاسم الثقفي ، من قبيلة ثقيف ، القبيلة المشهرة بالدهاء والحكمة ، وهو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراق . ولد عام 73هـ في مدينة الطائف . وعاش في البصرة مع والده الذي كان كان واليا على البصرة . وبنى الحجاج مدية واسط العسكرية فتدرب فيها الشاب على فنون القتال .
2-ماالأسباب التي دفعت الحجاج لمعاودة الفتح الإسلامي .
انتهت الثورات والفتن فقد تم القضاء على ثورة ابن الزبير والأشعث ، وانكسرت شوكة الخوارج .فعاود العرب حبهم للفتوحات الإسلامية . وهكذا فتح قتيبة بن مسلم بلاد ماوراء النهر في المشرق العربي ،وفتح موسى بن نصير المغرب العربي وقرع أبواب الأندلس .
3- ماالذي دفع الحجاج لفتح بلاد السند ؟
لقد تعرضت بعض السفن العربية للقراصنة ، وتعرضوا للنساء والأطفال وقتلوهم ، فقرر فتح تلك البلاد ونشر الدين الإسلامي فيها . وقد أرسل حملتين ومنيتا بالهزيمة . فقرر تجهيز جيش كبير بقيادة ابن عمه الشاب محمد بن القاسم الثقفي .واستأذن الخليفة الوليد بن عبد الملك بتجهيز الحملة فأذن له .
4- ماالبلاد التي فتحها محمد بن القاسم الثقفي ؟
قاد البطل الصغير جيشا قوامه اثنا عشر ألفا من الجنود البواسل ، وسار بمحاذاة بحر العرب من دينة شيراز ، ثم مكران ثم الديبل في باكستان قرب كراتشي ، ثم مدينة البيرون , وهي حيدر آباد حاليا .وعبر نهر مهران وهزم جيش داهر الذي تحصن هناك ، وبعد النصر قتل داهر في المعركة .وهكذا أنعم الله عليه بفتح السند والبنجاب وكشمير. وكان يريد إكمال الفتح إلى كل مناطق الفتح ولكن موت الحجاج ابن يوسف الثقفي جعله يوقف الفتوحات .
5- لماذا توقفت الفتوحات في الهند بعد موت الحجاج ؟
توقف الفتح عام 95 هـ ، بعد وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي ، وموت الخليفة الوليد بن عبد الملك في دمشق .وكان الخليفة مؤيدا لهذه الحملة . تولى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك .
عام 96 هـ ، وكان سليمان يكره الحجاج فانتقم من أقارب الحجاج . فعزل القائد الشاب وسجنه في العراق .
كيف كانت نهاية البطل الفاتح الشاب ؟
عاد البطل الفاتح إلى دمشق ووضعوا الأغلال بيديه، وأهانوه وأرسلوه إلى والي العراق صالح بن عبد الرحمن ليعذبه في سجن واسط . ادرك البطل الشاب أن نهايته قريبة وقد كتب يرثي نفسه فقال :
فَلَئِنْ ثَوَيْتُ بِوَاسِطٍ وَبِأَرْضِهَا رَهْنَ الْحَدِيدِ مُكَبَّلا مَغْلُـولَا
فَلَرُبَّ قَيْنَةِ فَارِسٍ قَدْ رُعْتُهَا وَلَرُبَّ قَرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ قَتِيلَا
ويُعلِّق المؤرخ الدكتور عبد الله محمد جمال الدين ، أستاذ التاريخ بدار العلوم جامعة القاهرة على هذه النهاية المأساوية لمحمد بن القاسم الثقفي قائلا:
"إن المرء ليعجب كيف تنتهي حياة ذلك الشاب بهذه الصورة المريرة، وهو الذي فتح كامل بلاد السند، ونشر الإسلام في أرجائها كافة ، في فترة قياسية لم تتجاوز السنوات الثلاث . كيف يواجه محمد بن القاسم هذا المصير المؤلم ، ويُجزى ذلك الجزاء المهين. لقد تضاءلت أمام أعماله الحربية والسياسية عظمة الإسكندر "المقدوني" وشهرته ؛ إذ بينما عجز الإسكندر قبل ألف عام عن الاستيلاء على قسم ضئيل من الهند ، كان سكانه أقل من ربع السكان زمن ابن القاسم؛ استطاع هذا الفتى أن يُخضعها ويُلحقها بالدولة الإسلامية من غير عناء كبير. وقد قال مؤرخ إنجليزي: لو أراد ابن القاسم أن يستمرَّ بفتوحاته حتى الصين لما عاقه عائق، ولم يتجاوز أحد من الغزاة فتوحاته إلى أيام الغرنويين. لقد كان واحدا من عظماء الرجال في كل العصور"
المراجع :
1- تاريخ اليعقوبي
- اليعقوبي
- ج ٢ - الصفحة ٢٨٩الكتب › الصفحة - 288
2- العالم الإسلامي في العصر الأموي صـ362 ، نقلاً عن فتوح البلدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق