................
محمد المطاوع تونس
...............
من زكّاك أبكيت
دنيا الخراب ملوك الأمس أفنيت
تجبّروا و نسوْا التّرتيب للبيت
زيّنت أعمالهم فاٌهتمّ أكثرهم
بالفانيات لهم ما ساء أخفيت
لكلّ حادثة أسبابُ تحكمها
لا ريب يا نفس مَن زكّاكِ أبكيت
لا من يزكّي سوى الرّحمان فاٌعتبري
هو العليم بما في السّرّ أبليت
مهما علا شأن إنسانٍ بمرتبة
يا سكرة الموت هذا الشّأنَ أنهيت
كأنّها غفوة و الحلم ثمرتها
هل من قليل من المعروف أسديت
يا نفس لا تطمئنّي ربّ خاطئة
تغتال ناشئة بالجهد ربّيت
و لا تقولين أكوازي محصّنة
لا من يكسّرها في مأمنٍ زيتي
إنّ القلوب لها ربّ يقلّبها
فلا يغرّنّك الإغراء للصّيت
إنّ الحياة على الأضداد قائمة
كفّ السّنين أراك الغدرَ أحييت
و في الّذي قتل الأشواق راغبة
له القبول و ما يُرضيه أهديت
و من يكنّ لك التّقدير مُحتقر
أعرضت عنه إذا لاقاك ولّيت
كفّ السّنين بِمَن من لَانَ كافرة
و للعنيد هجود اللّيل صلّيت
هل من خفايا بصدر الدّهر قاهرة
تنهى و تأمر من ترضاه أعطيت
لكلّ من باركتْ أسلمت مذعنة
و كلّ ما ناجت الأيّام ناجيت
و أنت يا نفس في الغفران طامعة
هلِ الفروض فروض الله أدّيت ؟
تنزّهي فسؤال القبر صاعقة
إنّي أخاف إذا الشّيطان واليت
تَفكّري إنّما التّرحيل منتظَر
قد يأت عسر و قد في اليسر أمسيت.
محمد المطاوع تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق