..................
محمد صلاح حمزة
....................
محاكاة
( البردة للبوصيري )
العشق في القلبِ والهوى فضاح
والعينُ تحكي ما في الصدرِ منكتمِ
ولولا هواكم ما كان دمعُ على طللِ
ولا فرح منسجمُ و لاهم مضطرمِ
فكيف بالله أنكرت حباً أعلنتهُ على
رؤوس أشهاد بين البان ِوالعلمِ
وعلامات وجد لاحت على خديكِ
فجرت براكين الدمع ِو السقمِ
نعم سرى طيفك في شرياني
وقلبني على جمر ِاللذاتِ و الألمِ
أجمع الجلنار والرمان من الجيدِ
وأقطفُ البُهار من خديكِ والعنمِ
يا لائمي وما ذقتَ الهوى معذرةً
آه لو ذقتهُ ربما أنصفتَ ولم تلمِ
وما عاد حالي عن الحسادِ مستتر
ولا عن الوشاة فهم احرص باللممِ
افرطتُ في النصحِ وما عدتُ أسمعهُ
فان الصبَ أعياني و بتُ في صممِ
فلا تكيل في الشيبِ نصح و لا عذلِ
فربما النصح فى الشيبِ كما التهمِ
والكبر داء يعظمُ النصح في العلنِ
والنفسُ أمارة بالسوءِ ان لم تستقمِ
وإن أفلت زمامها بالمعاصي رمحت
ولا يرُد جماح الخيل الا بمحكمِ اللجمِ
وعاود فطام النفس عن الشرِ تحفظُها
من الذنب واكسر فيها شهوةَ النهم
ولا تتبع هواك فإن وليتهُ أمرُك
صيرت أنت تابعهُ الأصم و الأبكمِ
وراعي النفس ولا تتركها بالوديان
سائمةُ لا تشبع من حل ِولا حرمِ
فإن طيب اللذات كالسم قاتلةُ
ويأتي الموتُ من أطيب الدسمِ
وأقنع بقليل من الزادِ في مخمصة
فكل بطان يبوء بداء من شرِ التخمِ
وأكثر الدمع إذا العين اقتربت من
حجُب المحارم والزم التوبة والندمِ
ولا تتبع النفس فإنها آمارةُ بالشرِ
والشيطانُ إن بدى لك النصحِ فأتهمِ
فإنهما لا صلحا في الدنيا حكماً
ولا يقام بهما دعائم عدلِ في أممِ
واتبع القول بحسنِ العملِ فإن
القولَ بلا عمل نسلُ لذي عقمِ
وإذا أمرت بالخير فاعمل به وإذا
أنا ما استقمت فلا قلتُ لك استقمِ
وراودتك جبال مكة من ذهبِ وأنتَ
الزاهد فيها القانع تعلم أنها عدم
فلا الحاجة والضرورة كانت وليجةً
لك والرضا نبراسا لكل من عصمِ
فكيف يا سبد البشر تدعوك ضرورة
وأنت المنزه من كل نقيصة ولممِ
ما عرفت الدنيا مثلك صبراً وعدلاً
فاخرجتها من الظلمةِ ومن العتمِ
وما نالوا منكَ فكذبوكَ وطاردوكَ
والصقوا بكَ سيدي شتي التهم
محمد صلى عليك الله رب البشر
خير البريةِ من عربِ و من عجمِ
الرحمةُ المهداه وخير من وضع
على الأرضِ قدماه عالي الشممِ
من نرجوا عند الكروب شفاعتهُ
ونلوذ ببردتهِ إذا حلت بنا النقمِ
نبينا الآمر بأمر اللهِ فلا نعصيهِ
هو لكل هول يذود عنا مقتحمِ
هو الحبيبُ والطبيبُ ورحمةُ اللهِ
للخلقِ وبلسمُ القلب من السقمِ
بقلمي
محمد صلاح حمزة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق