...............
.................
..العتبة ..
درسنا بالعلوم عتبة الألم وعتبة الصوت وعتبة الرؤية وهي تختلف باختلاف مستواها فالعتبة الدنيا هي أقل مستوى والعتبة العليا هي أعلى مستوى ومتى ما تجاوزت العليا أو الدنيا فأنت لن تستطيع الفهم والادراك لما حولك ولا الشعور ولا الرؤية ولا السمع ستعود عدم كما كنت رغم تملكك لكل حواسك لكن لكي تعلم حقيقة عبوديتك وأنك صحيح حر مختار لكنك عبد ضمن حمى سيدك وبشروطه تعيش وتحيا وهناك حد لا ينبغي ولا يتاح لك أن تتجاوزه مادمت عبداً مختاراً مختبراً بدار الامتحان وحين ينتهي اختبارك ويسوقك لعنده سيفتح لك كل العتبات فلا حد لبصرك سترى ملكوته وملائكته حين سينزعون روحك وستشعر بنزع الروح تجاوز كل عتبات الألم والسمع والبصر فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ..
والحديث عن العتبة يجعلني أتساءل مامعنى عتبة الباب ؟! هناك أنشودة طالما سمعتها من أمي رحمها الله تعالى تقول :
عبد بالأعتاب يرجو فتح الباب ..وأنشودة أنا ضيفك يارسول الله أنا ضيفك أنا ضيف الله ..وكذلك تخطرلي أنشودة وأنا واقف على عتاب وعلى القبة الخضرا منا نظرة يا أحمد كرمال علي والزهرا ..إذن عتبة الباب هي الحد الفاصل بين أن تكون داخل الحمى وخارجه ..أن تكون مع أهل البيت مرحباً بك أو تقف تلك العتبة بوجهك كما تقف بوجه السيول والأمطار لا تسمح لأي أحد ولا لأي شيء أن يقتحم البيت إلا بإرادة صاحبه حين يفتح الباب ..وما أجملها من قصة :حين أغضب الطفل أمه فرمته خارج عتبة البيت وأغلقت الباب فظل على العتبة ممرغاً وجهه ذليلا كسيرا معتذرا لأمه فما كان منها إلا أن فتحت الباب وأدخلته البيت ولاذ بحماها وبحضنها فهذا ينبغي أن يكون حالنا مع ربنا ونحن على أعتاب نهاية رمضان وقدوم العيد لابد أن نظل واقفين على أعتاب الله طارقين باب فضله ورحمته وغفرانه والعتق من نيرانه بشتى الطرق بذلنا وعبوديتنا وتوبتنا وعمل وقول يرضيه عنا عساه يقبلنا ويفتح لنا بابه والكريم متى فتح بابه وصرت بحماه نجوت وأفلحت بالدارين فمنذا الذي يقدر أن يضرك والله معك حتى الشيطان يصفد لأجلك برمضان ويعتزلك فهلا اعتزلت شيطان نفسك وهواك وكل مايشغلك عن ربك وظللت واقفاً على أعتابه ترجو أن يفتح لك وعليك فتوح العارفين ..فإن فتح الله تجاوزت كل عتبات الدنيا والآخرة ..وحتى الدنيا ستراها عتبة الآخرة فإن تجاوزت الدنيا بما يرضي الله وكما يشاء هو مررت منها بسلام حتى مرورك وعبورك منها عند الموت يكون كشمة الوردة وحين تتجاوز عتبة الآخرة ألا وهي الحياة الدنيا كما أسلفت ستدخل لحمى الرحمن وستحل ضيفاً مقيماّ إقامة أبدية سرمدية عند أكرم الأكرمين وأكرم وأنعم بالرحمن من مضيف

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق