.................
الهادي العكرمي
................
**// محبة الله والخوف منه //**
- الحـــب فــي الله :
ـــ كما ذكرت سابقا ان غاية المحبة هي الوصول الى المطلوبات الدنيوية او الاخراوية وتنقسم الى قسمين أشرفها متعلقا بالحب في الله وقفل ابواب الحواس عن ممارسة الخلق واتباع ما جاء في القرآن والسنة. و سأتطرق بالحديث عن محبة الله والخوف منه بناء على ما نقل عن بعض الصوفيين والزهاد ( بتصرف )
ــ من ذلك عن ابي الفتح بن سحنون قال : كنت مشتاقا للقاء سعدون المجنون ــ (سمي بذلك لانه صام محبة في لله سنتين حتى خف عقله فسماه الناس بالمجنون ) ــ قال : فبينما انا بقسطاط مصر على حلقة بها "ذي النون (-- " وهو" ثوبان بن ابراهيم" المكنى بابي الفيض احد العلماء والمحدثين والفقهاء --) اذ به يقبل وعليه جبة من صوف فنادى : يا ذا النون متى يكون القلب اميرا بعدما كان اسيرا ؟ فقال له : اذا اطلع الخبير على الضمير فلم ير فيه الا هو, فسكت المجنون قليلا ثم انشد:
** ولا خير في شكوى الى غير مشتكي = ولا بد من شكوى اذا لم يكن صبر**
ثم قال : يا ابا الفيض ان من القلوب قلوبا تستغفر الله قبل ان تذنب ؟ اجاب: نعم تلك قلوب تـُثاب قبل ان تطيع . قال : يا ابا الفيض اشرح لي ذلك , قال : يا سعدون اولئك اقوام اشرقت قلوبهم بضياء روح اليقين ففـطموا النفوس عن روح الشهوات فهم لذلك ملوك في العباد وامراء في الزهاد للغيث الذي امطر في قلوبهم المشتاقة للقاء الله وهؤلاء في الملأ حقيرين وعند الله خطيرين .
- وكما ذكرت ان الانبياء والخلفاء كانوا يعبدون الله ميلا بلا نيل اي عبادة ليس فيها طمع بالجزاء ولا خوف من العقاب مثل اغلب الناس حسب اختلاف اصنافهم وقد قال " سهل بن عبد الله التستري" رضي الله عنه : الناس ثلاثة اصناف صنف مضروب بسوط المحبة مقتول بسيف الشوق مضطجع على بابه ينتظر الكرامة
ـ وصنف مضروب بسوط التوبة مقتول بسيف الندامة مضطجع على بابه ينتظر العفو ـ
وصنف مضروب بسوط الغفلة مقتول بسيف الشهوة مضطجع على بابه ينتظر العقوبة
ـــــــــــــــــــــــــ
الهادي العكرمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق