..................
أمل شيخموس
.................
" الأفعى و العسل "
قصة*
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس// سوريا
لاحظتْ أن الماء قوي في الصنبور تشجعتْ و هي تشعر بالحماس إذ طفقت تشطف حجرتها على عجل ، حتى تفاجأت أن دفاترها قد ابتلت . . راحت تلتقطها بسرعة ، فقد سال الحبر حتى غدت الكلمات المدونة مبهمة و كأنها أسراب من النمل المتداخل ببعضه ! توجهت لتلمع الثلاجة أيضاً نظراً للحماس المتقد بوجود الماء الوفير الذي يثلج الصدر في التنظيف مرت بجانب حجرة والديها المغلقة الباب موهن الليل بدافع إقفال الصنبور ، إذ بوالدها يحدث والدتها :
- الدنيا لم يعد فيها شيء طيب يَسُر !
ردت من مكانها و هي مريضةُ السُكر بصوتٍ مسموع و كأنَّها معهم في الحجرة ذاتها من أمام الباب المغلق :
- بل ثمة أشياء طيبة منها الشوكولاته و المأكولات الحلوة !
وجم الوالد في مكانه و كأنَّ الصمت خيم لثانية أو أقل بالتأكيد لأنه في خلوة مع زوجته و الغريب في الأمر أن الإبنة في هذا الوقت تشاركهم من خلف الباب . . أطلت الأم بروب النوم الأبيض الطويل و الجديلتين الحمراوين المتهدلتين على صدرها دون حجاب كونها في خلوة . . شرعت تقول للإبنة بشيءٍ من القلق و قد تقدمت نحوها عدة خطىً كي لا يسمعها الزوج :
- أختكِ فضيلة لم تعد بعد للمنزل !
صُعِقت الإبنة ! ! ! والأم تستكمل :
- غدت 24 ساعة و لم تعد بعد !!
الإبنة راحت تلطم خدّيها بقوّة و ملامح حذر و هي تشدد ! ! !
- أصمتِ !!! أصمتِ !! أصمتِ !!
و ذلك كيلا يسمع الأب ؟ !
شعرتْ بدوارٍ و انهيار ، الوالدة لم تفطن بعد لحجم الطامة ! !
ذلك لأن فضيلة كانت في زيارة طيلة النهار لبيت جدها و المفترض أنها قبيل المساء كانت ستصل إلى المنزل !
الأمر المحير و الصادم أن الأم نائمة في العسل مطمئنة ! ! أقسى احتمال عندها أن فضيلة باتت ليلتها عندهم من غير أن تتأكد و لو هاتفياً ! !
أم نائمة في العسل و والد مطمئن في حجرته و ابنة مراهقة مخطوفة ! !
لم يساور الأم للحظة أنه يمكن أن يكون هذا المصير !
فضيلة المراهقة تواعد شاباً خبيثاً كما الأفعى ذاتها و الأم كالعادة . . نائمة في العسل !
ألم تفطن أن تسأل إلا هذه اللحظة ؟ !
أين الإدراك و الذكاء العاطفي ؟ !
ليلة سوداء لينتظروا فقط حتى ينبلج
ضوء الصباح !
الكاتبة الروائية
أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق