الثلاثاء، 29 مارس 2022

 ...............

فوزي الديماسي

................



رحلة على رمل الحلم / أو جنون على حافة النثر ...
مشروع نصّ نثريّ
بقلم : فوزي الديماسي /تونس
*******
رحلتي في اللغة مكتظة الأشواق ...
والدرب عسير...
لذيذ القسمات ....
السؤال مطيّتي اليتيمة المشتهاة في عرض الألم ...
والأفق غايتي المنشودة ...
أتقلّب على سرير الحرف مضطرب الخطوات ...
محموم حلمي...
كناقة في عمق الصحراء تسير والكثبان ، تدفعها نحو جميل الواحات الأمنيات ، والأمنيات عظام رميم ترقد في جرح الكلمات ....
رحلتي في اللغة حفر وأشجان ...
إسراء في حبر الظلام ...
معراج إلى فسيح العبرات ...
نافذة مفتوحة على أنين الشرفات ....
وقلمي الرافل في غربته
كزورق نحيف ، ضعيف الحيلة في عرض الحبر ، والأفكار المتناسلة من بين جنبي تطلّ برؤوس كرؤوس الشياطين من بين أصابع أرض مغبرّة جرداء ،وأنياب خرافية الخطوات تلتهم بمخالب الشهوة وجهي المنذور للرحلة كلّ صباح ...
وعلى عتبات الفجر
أدفع بأمنياتي نحو مدائن الصباح وهما تارة ، وزورا تارة أخرى ، وفي سلّتي عظام نخرة أقدّها على مهل من بياض أوراقي دربا للعاشقين ، وكذا أدفع بقطيع من الخرفان السراب.بيميني ناي قديم ، أوقّع به في محراب الوجوم شجني ، فتبعث في الفؤاد المكلوم آهاته مزيدا من الحبر الملطّخ بالكهوف ، وينساب همّي من أعلى قولي فيدكّ خريره أشجار سكينتي المبثوثة على صفحتي المشرعة للرحيل .
وتغتالني آهاتي ، وتلقي بي دمعة على قارعة الحبر مرة أخرى ، فأنهض من مرقدي...من زمن السكون.
أحلّق من جديد...
تلاحقني أوهامي كريح عاتية ، فتعبث بي رؤاي ، وتذرف مراكبي الوقت على وجنتي التيه ، فأصعّد رغم المحن مرّة أخرى في جبال الشجن لعلّي أدرك ذات فجر صياح ديك الحبر في باحة الحلم . وتعيد أنامل الفجر مداعبة حلمي الواقف في شرفة الحبر المسافر في الجمود ... وعصافير الرؤى على أغصان البياض ترسم على ثغر الدنيا تباشير عرس أبديّ ، أو هكذا أظنّ ...
وبعض الظنّ وهم ...
وفي أرض أضغاث الأحلام تحجب ستائر وردية مفاتن الروح ... والروح مكلومة التفاصيل كأريج شاحب منثور على رؤوس الجبال ، يبثّ في قافلة السؤال شهوة الرحيل المتلبّس بطفل متيّم بعبرات الناي يدفع أمامه قطيع سحب بيضاء نحو مساحات الذات.
وجحافل من عبير الفؤاد تسير على زربية ربيعيّة الهوى موجّهة وجهها شطر المعنى ... والمعنى فاتنة على شاطئ الأمل تداعب رمل الذكريات ...تدندن أغنية غجرية الملامح على إيقاع الموج الهادئ
-يتبع-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق