................
محمد البكرى
..............
::::::: { شهادة للتاريخ } :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
* ( التفكير جريمة فى حق المجتمع .. مقال د / محمد البكرى . الأربعاء 30 / 3 / 2022 م )
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
* حين يصطف المحامى المُدلس .
بجوار مأمور قسم برتبة لص .
ورئيس مباحث حاز قصب السبق فى إدمان تعاطى الرِشا والتربُح بكل وسيل من منصبه .
وحين يقف للأسف فى ظهر هؤلاء وكيل منحرف العقل للنائب العام .
وحين يتكاتف الجميع وتتشابك أيديهم مع الشيطان ذاته ، ليضلوا القاضى وينزلوا وشاح العدالة عن كتفه ، ليرفعوه فوق عينيه ، حاجبين عنه الحقيقة .
وحين يقع كل هذا بمباركة ودعم .. سياسيين واصلين ، ومسئولين نافذين ، يقودهم سرا تنظيم إرهابي ، وجناح عسكرى ، وعناصر إجرامية .
* ترى من أجل أى شيئ كان كل هذا الحشد المُبارك ؟
...............................................................................................................................
* كان كل هذا .. فقط لاختلاق تُهم ملفقة بمعدل تهمة كل شهرين ، بلا حمرة خجل فوق وجه منظومة العدالة العرجاء .
* وضد من ، وبحق من ؟
- بحق كاتب يعيش بين أربعة جدران ، تحجبها آلاف الكتب التى ترتص على صفحتها ،
- كاتب لا يغادر مكتبه المليئ بالأوراق والأقلام ، إلا حين يصبح غير قادر على فتح عينيه من الإجهاد ، وهو يبحث ويكتب فى قضايا عامة .. لا يفكر فى أجر ، ولا يستهدف صالحا شخصيا ، ولا تربحا ماديا .. فأصحاب القضايا دوما لا يتلقون مقابلا من الدنيا .. حتى لا يضيع الهدف .
................................................................................................................................
* ويحدث هذا تحت سمع وبصر أجهزة الدولة الفتية ، وعقولها الأمنية . وضمائر خجولة مستحية ..
لتختل قواعد البقاء لتلك الأمة ، وليعلو صوت النفير ، منذرا بانحطاط قدرها ، ودنو أجلها وقرب اندثارها .. لتذهب الى نهاية محتومة ، بمقبرة الأمم البائدة !!!
ماذا سيقول التاريخ .. فى هذا الهراء ، وذاك الغباء ، ورائحة النجاسة الفيحاء !
- تعالوا نتخيل الإدعاء - وكيل النائب العام - وقد وقف يصف التهم ، ويعدد الجرائم .
تُرى ماذا يمكن أن يقول ..
أظنه لن يجد غير الكلمات التالية ، بينما تنتفخ أوداجه ، وتلوح يده بأصابع متشنجة ، ويعلو صوته المتهدج تأثرا ، ويلمع بريق عينيه متحديا ، وهو يشدو قائلا :
....................................................................................................................
: سيدى الرئيس .. السادة المستشارين ..
- نحن بصدد جُرم عظيم ، وإثم مبين ، ارتكبه هذا المواطن الذى تجاسر ، وأعطى لنفسه الحق فى استخدام عقله ، من أجل الوظيفة الفسيولوجية التى خلقه الله من أجلها .
لقد ارتكب هذا المجرم الضليع فى إجرامه السادر فى غيه ، مع سبق الإصرار والترصد جناية التفكير . تخيلوا معاليكم ..
.. إنه يفكر .. ألا لعنة الله على الظالمين !
تجاسر المجرم على استخدام عقله ، ضاربا بعرض الحائط كل القيم والأعراف ، التى نشأت وترعرعت فى وادينا المقدس ، عبر أربعة عشر قرنا من الزمان . وحاول بلا خجل وبكل رعونة ، البحث عن حلول ، لما أصاب بمصرنا العقول .
إن هذا المواطن تجرأ على امتلاك الأمل فى إمكان إصلاح الدولة ، مما هدد الفساد وخراب نفوس العباد ، وهذا نذير وإنذار لنا جميعا ، من توجه مشين ، يحض الناس ويجرؤهم على التفكير .
فكيف بعد أن عشنا مئات السنوات فى ظلام دامس ، يأتى الى مجتمعا الآمن المسالم ، من يضيئ شمعة دون خجل من إيذاء عيوننا ، من نورٍ لم نعتده ، وفكر لن نفهمه .
أى ضمير هذا الذى استحل نشر الضياء ، ليقلق نومنا ، ويوقف سيمفونية شخيرنا .. وينتهك العهد المقدس الذى أخذناه على أنفسنا بالعيش فى الظلام ، وتحريم الأحلام فى الخروج من دنيا السخام ، وخلع اللجام ، عن أفواه البقر النيام .
إن واجبنا المقدس هو ردع أمثال هذا المخًرب ، وأمثاله ممن أضلهم شيطانهم ووسوس لهم ليضيئوا ظلاما ، أرخى سدوله على قلوبنا ، كبرت كلمة تنطقها ألسنتهم ، وسنحيا الظلام ولو كره المتفيهقون ، إن يقولون إلا ضلالا مبينا وإثما لعينا .
فلنجتثهم من مجتمعنا لنحافظ على ما وجدنا عليه أباءنا . أقول قولى هذا .. والله قادر ألا يوقظ عقولنا من الأجازة .
..........................................................................................................................
- هذا هو مقالى اليكم اليوم ..
ودعونى أطرح السؤال .. لعل التاريخ يجيب فى يوم قادم .
* كيف أعلنت العدالة حربا على كاتب ، تدليسا وجورا على الحق ، من أجل نصرة قطيع من البقر ، يقفون فى الشوارع حاملين السنج والسيوف وقنابل المولوتوف ، تحميهم عُصبة من تجار العملة والمخدرا ت والآثار والسلاح وغسيل الأموال .
تُرى .. كيف يمكن لوطن بأكمله أن يصاب بفيروس جنون البقر ؟!
_______________________________________________________________________
( د / محمد البكرى .. عضو اتحاد كتاب مصر . ورئيس منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان . ومدير المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية )
شكرا على النشر
ردحذف