................
................
رنَّ هاتفها ودار حديث صوته خفيُّ، فأخذه الفضول ان يسمع شيئاً ولو بسيط ..لكنِّ ما لفت نظره اكثر أنها تضع يدها علي بطنها وتتالم بشدةاثناءالمُحادثةلدرجةأنها صرخت من شدته..،لم يختلق حيلة في هذه المرة كسابق ليُكلمهافكان لا بد من ان يتدخل في الحال...قام الجميع والتفوا حولها مدت يدها بحقيبتها واخرجت بعض حبات من الدواء وارتشفتها ببضعة ماء بسرعة.فبدات تهدا قليلًا ،كل ذلك وهو يقف امامها مكتوف الأيدى لا يدري بايُّ صنيعٌ يفعله من اجلها في تلك اللحظة؟فكل ما حاول فعله ندَبَ إحدي السيدات اللاتي يجلسنَّ بجانبها ان تطمئنه عليها .
لاحظت فاطمة لهفته عليها من نظراته الحائرة وتعبيرات وجهه الحزينة المتألمة جراء ما حدث لها ..إقترب منها قليلًا وسألها كيف حالك الأن ؟
إبتسمت له إبتسامة خفيفة مُعبرة عن مدي إمتنانها له.وقالت الحمدلله. ..وهنا.وقف القطار ونزل معظم الرُّكاب لم يعد إلا القليل جداً. ولم يعد لديه هو الأخر كلام يقال فاستسلم لصمتها. وبعض المكالمات التي تاتيها من حينٍ لأخر ليسمع بعض همسهاوهذا يكفيه.كي يطمئن عليها..وفجاة سقطت عليه غاشيةً صفعته يميناً ويساراً وجعلته لا يُصدق ما سمعه وصمرتهُ مكانه بل وافقدته وعيه بعض الشىء...حين إستنبط من المكالمة الاخيرة لها أنها متزوجة وفي شهرها السابع من الحمل..وثمة شىءٌ ما بينها وبين
زوجها وأهله. إستقبل الخبر علي امل انه ممكن ان يكون قد سمعه
او فسر الكلام بمحض الخطأ..فانتظر حتي تُنهي المكالمة ويحاول أن يُجمع قواه فينطلق لسانه بسؤالٍ أسير لا بد له من إجابة ليطلق
صراحهُ ..
سبقته صديقتهالحل ذاك اللغز ولتقطع له الشك الحائر بيقين الحقيقة...فوجئت فاطمة بوجود صديقتها عبير التي ظلت تركض ورائها في كل المحطات وتحدثها من حينٍ لأخر علي الهاتف لتستدل علي مكانها..إستقبلتها فاطمة بلهفة المعاتب ولهفة اللقاء الحميم لصديقتان بمثابة أختان لم يفصلهماإلا عدة ساعات كانت بمثابة سنين.. وخصوصًا بعد أخر حديث داربينهما ببيت المغتربات الذي يسكُناه مع بعضهما في حجرةٍ واحدة..كان حديثها بمثابة إطلالةتوقظ فاطمة من نومتها الغاشمة وما ينتظرها في المستقبل لو ظلت هكذا تُخبيء سر حملها عن زوجها الذي إنفصلت عنه بعد ثلاثة أشهر من الزواج رغمًا عنها..وبتهديد من اهله الأثرياء اللذين يعتبرون تلك الزيجة بمثابة خطيئة فعلها إبنهم في حقهم ..فأرسله والده لبعثة بالخارج بحجة أن يُكمل دراسته.وبعدهافرض عليه ان يطلقها..إدعائًا منه أن هذا بمحض إرادتها ..ومن هنا خافت فاطمة ان تُعلن سرُّ حملها الذي لا يعلمه إلا الله..وصديقتها عبير..وعندما علمت ان اهل زوجها جاءوا ليسألواعنها ..هرعت منهم ليس خوفًا عليهاإنما خوفًا علي ان يفعلوا شيئآ يؤذي حملها .
.دار الحوار بين فاطمة وصديقتها وهومُكبلٌ بالذهول لا يُصدق ان هذه هي النهاية ..والمفترض ان تكون العكس كما كان يتصور..وإن ما يسمعه هي إجابة السؤال الذي كان ينتظرها.
اخبرتهاصديقتهاان زوجهاقطع البعثة بمجرد ان علم بخبر الحمل وعادمنذيومين.،وهو الذي كان ببيت المغتربات هو ووالده..جاءوا ليعتذروا عما صدر من والده في حقكما أنتما الإثنان..وهما الأن في
السيارة يسيران بمحاذاة القطار..وطلبوا منىِّ ان اشرح لك موقفهما قبل أن تُقابليهم..لم تصدق فاطمة ان عناية الله كانت تحجمها لذاك الحد وأن علاج اليأس هو اليقين وان تلك الصفارة
التي سمعتها وإنساقت ورائها..كانت لصحوة ضمير وليست إنذار لها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق