.............
Saloua Ben Hadou
كان الناس ينادون الشيخ بالمجذوب أو"البوهالي " ،يسكن كوخا مسنما ، إذا اضطجعت فيه لفرط ضيقه ،نمت فيه على ميل ، إذا طلعت جبلا نظرت إلى أسفله لايرى لك .كل متاعه فيه ، جرة ماء،فوقها كيس ملح تمر وتين مجفف ، رف عليه طاسة وضوء داخلها مشط، بجانبها لفائف أوراق محبرة ،مصباح ، حشية صوف وحصيرة.
أحب فاطمة كانت تلميذته في المسيد ،أجمل فتيات الحي، قطعة من نار تلهب الأبصار، بشعرها الهادر، بسواد عيونها ليل ينساب كالسكون الغامر،أحبته رغم بشاعة منظره ، وشعث لحيته ، ورغم أنها كانت محبة للجمال، عاشقة للحياة بكل الوانها ،لكن لروح الشيخ محبة خاصة ، الزاهد الذي لم يحب من زينة الدنيا إلا عيون فاطمة.
كان مثيرا للجدل يعيش حياة التقشف بين الخلوة والجذبة على ظهره جرة ماء ، وتين مجفف ، بجلبابه الصوفي القصير، ينتقل من مكان لآخر ،يوزع قطعا نقدية فضية على الأطفال من فئة خمس سنتيم، على السير لايتوقف إما راجلا أو ناكزا بغله يتلقفه طريق بعد طريق، يصعد التل ويهبط، بين القرى والحواضر، ينام على الأرض حين يطبق الليل، يناجي الله بلآلئ نجوم فاطمة ، إلى أن قبض عليه بتهمة أقوال باطلة متزندقة.
قال المجذوب للقاضي ماتهمتي؟ أجابه : تتحدث في أمور الله و وحدانيته ، وأن الله يكلمك ،هل تحسب نفسك موسى؟ ،رد المجذوب : وماذنبي إن كنت حضرتك معلول الفهم ، فزج به إلى السجن، لكن دخله مستأنسا بروحه الأعلى ووجده ، بصبابة عشيقته ملهمته.
طيلة سنينه في السجن يكتب أشعار الجوى بالعشق الروحي .فهو لا يملك للحرمان إلا المناجاة في خلوة الظلام ، إلى أن خرج من السجن قرر أن يبحث عن محبوبته.مؤمنا أن في المرأة يكتمل ظهور الحقيقة .
طيلة سنينه في السجن يكتب أشعار الجوى بالعشق الروحي .فهو لا يملك للحرمان إلا المناجاة في خلوة الظلام ، إلى أن خرج من السجن قرر أن يبحث عن محبوبته.مؤمنا أن في المرأة يكتمل ظهور الحقيقة .
كلما سمع هتافا من زغاريد ،غناء أو رمق رايات ومصابيح معلقة، يقول بصوت مسموع : فاطمة تزف لرجل غيري، فيقف جامدا كأنه تمثال جاثم ، رأسه يلف، يتصبب عرقا ، فتزداد عروقه انتفاخا، وتوهجا، يضع جلبابه في فمه، يشمر عن ساقيه فينطلق باتجاه العرس، مختبئا أحيانا، خوفا من دركي يقبض عليه ،فينتظر حتى يتوقف العزف ويدرك انها ليست فاطمة،ثم يعود يجري للمجهول يحمل همومه وعرقه يمتزج بدموعه، يحس أنه ليس من هذا العالم .اتسخت ثيابه، تعفر وجهه ويداه، ازدادت لحيته شعثا، باطن قدميه تيبسا ، وشفتيه تشققا لا يكاد يقضم لقمة حتى تسيل دما .
لكن مصر أن يبحث عنها. وهو على ذا الحال، إلى أن اقتحم يوما منزلا به عرس مناديا فاطمة لا تزفي لغيري، تقدمت إليه امرأة عجوز مبتسمة، قالت له : وكأن هذا الوجه أعرفه من زمان،لكن قبل أن ينطق باسمه نادته باسمه، قال لها كيف عرفتني؟
أجابت :لأني روحك ، قال : ويحي أأنت؟ لكن فاطمة التي أبحث عنها صغيرة جميلة قطعة ماس ، فناولته المرآة التي فارقها منذ عشرات السنين لينتبه إلى الحقيقة. وقف مشدوها لم يتعرف على محياه !؟رسم الزمن تضاريسه العميقة عليه، رغم أن روحه لم تشخ ،ظلت كل هذه السنين تنبض حبا ،فغادر العرس وقرر أن يتمم حياته في كوخه ،يستمتع فيه بخلوته مع خالقه مناجيا الأنوارالإلاهية في السماء، و بنجوم عيون فاطمة خلد قصائد عشق مدمغة بفتائل السجاد
أجابت :لأني روحك ، قال : ويحي أأنت؟ لكن فاطمة التي أبحث عنها صغيرة جميلة قطعة ماس ، فناولته المرآة التي فارقها منذ عشرات السنين لينتبه إلى الحقيقة. وقف مشدوها لم يتعرف على محياه !؟رسم الزمن تضاريسه العميقة عليه، رغم أن روحه لم تشخ ،ظلت كل هذه السنين تنبض حبا ،فغادر العرس وقرر أن يتمم حياته في كوخه ،يستمتع فيه بخلوته مع خالقه مناجيا الأنوارالإلاهية في السماء، و بنجوم عيون فاطمة خلد قصائد عشق مدمغة بفتائل السجاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق