الأحد، 28 يوليو 2019

............

Amjed Zinelab Zine
............




شخصية الرئيس الراحل الأستاذ الباجي قائد السبسي ،رحمه الله ووسع قبره وملأه نورا وضياء ،شخصية متطورة استغلت عامل الزمن ،في ازدهارها وارتقائها في مشوار عهده بالرئاسة ، إلى مستوى إكساب تونس ثمرة متاحة للاستغلال ألا وهي ترسيخ قواعد الديمقراطية التي كانت عنا بعيدة وكنا كذلك عنها بعداء ، وذلك قبيل فترته الرئاسية وحتى في فترة الزعيم الراحل المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبه، رحمه الله. 
ليس من الهين التفكير في تبديل عقلية التونسيين من التفكير الانفرادي أو الاستبدادي إلى التفكير الديموقراطي الذي يجعل المواطن التونسي طرفا له كلمته كما له نفوذه .المسألة طالت السنوات الخمس منقوصة مما ناهز ثلاثة أشهر ،لأنها تستدعي الدربة أو إكساب عادات جديدة لفائدة التونسيين . 
إنها ترفعه إلى مستوى الفعل والقرار وتصوّر المسائل قبل الحديث عنها .الديموقراطيه من خلال تركيبتها الثنائية ديموس -كراتوس باليونانية ، تعني :الحكم للشعب أو حكم الشعب . 
بينما كان التونسي يتلقى فقط الإملاءات من السياسيين ،ولئن كانت في معظمها لفائدته إلا أنها فرضت عليه فرضا وسلطت عليه تسليطا وما سئل يوما عن مدى رغبته فيها أو إعراضه عنها .في اعتقادي ،ماكان يكون في مستوى هذه المهمة إلا رئيس تونس الراحل الباجي قائد السبسي .لماذا هذا التشبث مني بهذا الحكم .ما قلت هذا ،إلا لانفراد رئيس تونس الراحل في مواكبة السياسة وتقلبه في مختلف مناصبها ،والاطلاع على آراء الدبلوماسيين من كافة أنحاء العالم في هذا المنهج الحكيم الذي هو الديمقراطية . الرجل عايش الزعيم الراحل الحبيب بورقيبه واستقى من تجاربه الحياتية والسياسية وبصيرته الثاقبة ،ما أمكنه من التفكير في إرساء هذه القيمة السياسية والاجتماعية في بلادنا تونس .قلت وأعيد ماقلته من أن الرئيس الراحل؟الباجي قائد السبسي هو الوحيد المخول لمثل هذا الملف أو هذه المسألة ،وذلك لسعة نظره ووفرة تجاربه ومروره بالسهل والصعب والحلو والمر .لقد طور نفسه وسخرها لخدمة بلاده وهو مكسب أي مكسب .لايطاله إلا المفكرون الاجتماعيون الذين يتمتعون بزاد وفير من القيم الاجتماعية وقرؤوا عنها واستقوا العبرة عن غيرهم .إذن يحق للرئيس؟الراحل أن يستمتع بهذه الميزة في ترسيخ أركان الديمقراطية في بلادنا .،مثلما يعود الفضل إلى الزعيم الحبيب بورقيبه في إرساء قواعد الدولة التونسيه الوطنيه بعد أن كانت بلادنا لا تسع إلا جماعات متفرقة أو أشتاتا من العباد كما كان يصرح بذلك في خطاباته . 
إنه باني الدولة التونسية الحديثه زد على ذلك أنه اهتم بالتعليم ومجانيته مثلما أيضا يعود الفضل له في تمتين علاقات تونس الخارجية والتعريف بتونس بعد أن كانت مغمورة مطمورة مثلما كان المشجع الأكبر للسياحة،ولقد سلك الرئيس الباجي قائد السبسي الراحل منهج الزعيم بورقيبه ،بيد أن الفارق الأساسي بين سياسة اليوم وسياسة البارحة ،إنما هو في تطور الزمان وتمرد الإنسان وميل فئات منه عديدة إلى المسالك الخاطئة غير الصائبة .يبقى السبسي كبيرا لا بعمره الذي ناهز ثلاثا وتسعين سنة وإنما بوفرة تجاربه ورجاحة عقله وحكمته وتريثه في اتخاذ القرارات التي لا يقبلها الشعب في بداية تصريحه بها ،ولكنه فيما بعد يتراجع ويستسيغ ما قرره رئيسه ويرى فيه مجلبة للخير لفائدة تونس .رحم الله فقيد تونس الباجي قائد السبسي وصان الله تونس وسخر لها من يزيد في تطويرها والسعي بها إلى العلا والالتفات إلى الفئات التونسية المنسية الضعيفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق