الأحد، 31 يوليو 2022

 .................

Marina Arakelian Arabian

...............



فلسفة الحاضر
**************
قد يتصور الذهن لوهلة ان للفلسفة وقت وحين.. ماضي ومضارع.. وقد تتغير او تتبدل، ولكن الحقيقة والتي اجمع عليها جميع الفلاسفة تقريبا باستثناء الميكافيليين البراغماتيين.. ان الفلسفة ثابتة المفاهيم مهما تغير الزمان والمكان لانها تعتمد على مبادئ راسخة في روح المجتمع الانساني منذ الازل والى الابد .. ولكن وبما ان للمراحل الانسانية مشاكلها الخاصة التي تتغير تبعا للظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فان بروز حالات محددة بالامم يستدعي من الفلسفة التركيز على تلك الحالات تحديدا مع اهمال الحالات القليلة الظهور..
ومن اهم النقاط المفصلية في حياة الفرد والمجتمع هما نقطتي الانعتاق والانطلاق واللتان يتمحور بفلكهما هذا الحاضر العالمي الموبوء بالزيف والخداع والكذب.. موبوء من اقصاه لاقصاه وعلى جميع المستويات والاصعده.. ذابت قيمه العليا في بودقة الظلم.. فكان الانعتاق بوجهيه السلبي والايجابي متجها الى عوالم مظلمة لا انسانية فيها حتى كان الانعتاق من الحب والسلام الى عالم الجهل والموت.. والانعتاق من القيم العليا الى الاتضاع والسقوط والانحطاط... واما الانحطاط فكانت مفردة مطابقة لواقعها المرير.. في حين بقيت الفلسفة تناضل وبيأس شديد كي تستمر الروح الانسانية بالبقاء.. بعدما تبين للجميع انه لا يمكنها ان تنمو وتكبر وسط الضجيج الانساني القابع تحت طائلة الرذيلة...
ان الفلسفة الان تقف عاجزة بكل ادواتها امام عملية سحق الانسان باسم الدين االذي صار مدعاة للكراهية والموت والاقصاء بعدما كان احد ادوات الرحمة على لسان الانبياء العظام... تقف عاجزة امام الاقتصاد الذي انهك فكر وجسد الانسان وحوله الى الة تدور وتدور كي يطغى صوتها على صوت الرب بحسب ما اشار اليه الكاتب المصري الكبير احسان عبد القدوس في قصته النظارة السوداء...
صارت الفلسفة عاجزة امام المجتمع الذي تفكك جراء جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة وكما كنا نعتقد بان هذه التكنلوجيا سوف تقرب البعيد فاذا بها تبعد اقرب الناس لنا في اسرنا للاسف الشديد...
اعتقد جازمة ان الفلسفة الان تحاول مع يأسها ولكن لا اعتقد بانها قد تحقق انتصارات تذكر امام كل هذا الهراء في عصرنا الحالي.
بقلمي
✍️
Marina Arakelian Arabian

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق